( 4 )
>> الحائض وحفظ القرآن <<
من عناية الله بنا أنّه سُبحانه وتعالى يُيسر لنا الطريق لحفظ كتابه ،
وهذا شرفٌ عظيم يختصّ الله به من يُحبّه ..
ولكننا نرى أختنا المسلمة اللتي قد شَرعت بحفظ ما يتيسّر لها من القرآن ،
عندما تأتيها العادة الشهرية تتوقف عن مُتابعة الحفظ !!
مما يجعلها أقلّ تعاهداً لحفظ القرآن فمدّة الحيض ليست بالقصيرة ،فقد تتجاوز عند بعض النساء الأسبوع !
وقد سُــــئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حفظ القرآن أثناء العادة الشهرية ..
الســـــــؤال :
السائلة (م.ش) تقول: نحن الطالبات في كلية البنات علينا مقرر حفظ جزء من القرآن، فأحياناً يأتي موعد
الاختبارات مع موعد العادة الشهرية، فهل يصح لنا كتابة السورة على ورقة وحفظها أم لا؟
الجــــواب :*
يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن في أصح قولي *العلماء؛ لعدم ثبوت ما يدل على النهي عن ذلك،
لكن بدون مس المصحف، ولهما أن يمسكاه بحائل كثوب طاهر وشبهه،
وهكذا الورقة التي كتب فيها القرآن عند الحاجة إلى ذلك.
. . .. . . .. . . .. . .
فلا تنقطعي أخيتي عن هذا الأجر العظيم بل اجعليه باباً لطاعة الله ،
والتقرب منه واستزادة الحسنات أثناء العادة الشهرية : )
( 5 )
>> الحـائض وتَدارس العلم الشرعي <<
أخواتي الحبيبات لعلنّا نتذكر سوياً في البداية أن طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة ،
وذلكَ كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم :
« طلب العلم فريضة على كل مسلم »
وقد ربطَ الرسول صلى الله عليه وسلّم أنّه من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين وذلك كما جاء في الحديث :
« من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين »
والله تعالى في مُحكم كتابه العزيز قال :
{ إنما يخشى الله من عباده العلماء } - فاطر : 28 -
فالعلم الشرعي فريضة , و المسلم يأثم ويصبح عاصياً لله إن لم يتعلم ما فُرض عليه من علم عقيدة وفقه عبادات وفقه معاملات ووو .. إلخ*
ولعلنا نقول " لماذا كلّ هذا " !!
الجواب >> حتى يستطيع عبادة الله عبادة صحيحة ، خالية من الشوائب اللتي تكاد أحياناً أن توقعِ المرء في حبال شرك ..
أو في التقصير بإتمام الفرائض على الكيفية الصحيحة وهكذا ..
إذن أخواتي لا بدّ من أن يكن من وقتنا نصيب لمدارسة العلم الشرعي والتفقه به .
نأتي الآن لصلب الموضوع >> الحائض ومثدارسة العلم الشرعي ..
ولله الحمد كَثُرت في الآونة الاخيرة اجتماع النساء لتدارس العلم الشرعي
واستخدمت الأغلبية المساجد لجعلها ملتقاً للنساء في طلب العلم ،
ويتعذّر شهرياً لكلّ مسلمةٌ بالغة الحضور فترة الحيض مما يؤدي إلى خلل في حُسنِ المتابعة ،
فالشرع لا يُتيح للحائض دخول المسجد ولعلنا نراجع هذه الفتوى ،
السؤال*
هل يجوز للمرأة إذا حاضت في الحج دخول المسجد النبوي للزيارة ؟*
وهل يجوز لها دخول المسجد الحرام ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:*
فيحرم على المرأة الحائض وكذلك النفساء دخول المسجد سواء كان المسجد النبوي للزيارة،
أو المسجد الحرام، أو أي مسجد آخر. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:*
"إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" رواه أبو داود.
وهي إن لم تتمكن من دخول المسجد النبوي للزيارة فإن الله تعالى يعطيها أجرها وافياً*
لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه.*
ولأن المانع لها من دخول المسجد هو امتثال أمر الله تعالى وهي بعدم دخولها المسجد مطيعة
لربها لأنه حرم عليها ذلك حال حيضها وقد قال صلى الله عليه وسلم:*
"إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟*
قال: وهو بالمدينة حبسهم العذر" رواه البخاري.*
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى لدى الشبكة الإسلامية .*
_____________
وهذا الحكم الشرعي في تحريم دخول الحائض للمسجد لا يمنعها من مواصلة مسيرتها في طلب العلم !
فبإمكانها وهي في قعر بيتها ان تُحصّل الخير الكثير من الفوائد والإلمام بالأحكام الشرعيّة وخاصة في عصرنا هذا والفضل لله تعالى ،
فهناك وسائل كثيرة : كالشرائط المرئية والمسموعة والكتب والشبكة العنكبوتيّة وغيرها من الوسائل التقليدية والحديثة .
وبإمكانها أن تبدء بخير عظيم بأن تجعل من بيتها ملتقاً أسبوعياً - إن توفّر لها ذلك - لتجمّعها وأخواتها في الله طلباً للعلم ..*
ولا ننسى هذه القاعدة الراائعة في قوله صلى الله عليه وسلّم :
" الدال على الخير كفاعله "
،،،،،،،،،،،،،،،،
ولو حسبنا المُدّة الدُنيا للتحضير للصلاة وإقامتها والإتيان بسنن ما بعدها وجدناها تتعدى الساعةِ والنصف يومياً !
فلو استثمرنا يوميّاً هذا الوقت فقط - أثناء الفترة الحيض - في مُدارسة العلم الشرعي لجنينا الفضل الكثير بإذنه سُبحانه وتعالى
وخاصة بعد مرورنا على أنّ طلب العلم فرض على كل مسلم .
أسال الله أن يجعلنا ممن يستمعن القول فيتّبعنَ احسنه : )
( 7 )
>> الحائض ورمضان <<*
( أ )
أخواتي الحبيبات ،
ها هو شهر الخير قد اقترب ! فاللهمّ بلّغنا إياها واعتقنا فيه من النيران ..
فإن بلوغه نعمة ومنّة عظيمة من الله الرؤوف الحكيم ..
لا يشـــعر بقيـــمتها ولذّتها إلاّ عبــــاده المخلصيــــن ،
ومن هنا نقول أنّه وُجِبَ على كل من بلّغه الله رمضان أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة بطاعته وحُسنُ عبادته ،
فواللــــــــــــه إن لم يُحسن استغلال هذه الفرصة النادرة لغرق في بحور الندامة ولتلوّى من ألام حسرته .
>>>>>> <<<<<<
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول :
" أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، ويحط الخطايا ،*
ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ،
فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم رحمة الله "
[ أخرجه الطبراني ]*
وسلفنا رحمهم الله كانوا يدعون ربهم ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان الماضي ،
ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم رمضان القادم ،
فهل لنا بهذا قُدوة حسنة !*
>>>>> <<<<<
روي عن ابن الجوزي رحمه الله في فضل رمضان أنّه قال : -
شهر رمضان ليس مثله في سائر الشهور،
ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور ،
الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور ،
والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور ،
والوزر والإثم فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور ،*
وقد أناخ بفنائكم هو عن قليل راحل عنكم ، شاهد لكم أو عليكم ،
مؤذن بشقاوة أو سعادة أو نقصان أو زيادة وهو ضعيف مسؤول من عند رب لا يحول ولا يزول*
يخبر عن المحروم منكم والمقبول
فالله الله أكرموا نهاره بتحقيق الصيام واقطعوا ليله بطول البكاء والقيام ،
فلعلكم أن تفوزوا بدار الخلد والسلام مع النظر إلى وجه ذي الجلال والإكرام
ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم.*
>>>>>> <<<<<<
فالخلاصة هنا تُشير على أهمية استغلال خير رمضان الكثير ..
لعلّه ينفــــعاً يوم الحساب بإذن الله العليم الخبير .
^^^^^^^^^^^^^^^^
نأتي الآن لصلب الموضوع × الحائض ورمضان ( أ ) ×
أخيتي الحائض ..
إن آتاكِ رمضان لا تيأسي ولا تبتأسي ..*
فاللـــــــه الذي قدّر الحيض لكِ ،
و الحكيم لا يُقدّر إلاّ ما هو لصالحكِ ..
>> <<
تقولين بأّنك ستخسرين أداء الصيّام والصلاة اللتي بدورها تشّجعكِ على باقي العبادات !..
أقول لكِ ..
بمجرّد نواياكِ الحَسنة قبل الحيض أنّكِ ستُحسنين استغلال رمضان بالطاعات والعبادات ،،
كفيل بأن يجازيكِ الله بها خير الجزاء - حينما تُمنعيها بقدوم الحيض - بإذنه سبحانه وتعالى ..*
فالأعمال بالنيّات ولكلّ امرئ ما نوى ..
غير أنّه هناك عبادات عظيمة لم تُمنعيها بفضله وكرمه سبحانه وتعالى ،،
كقراءة القرآن وذكر الله والدعـــــاء وكذلك الصدقة و الدعوة إلى الله*
وإطعام مسكين أو إفطار صائم وغيرها من العبادات العظيمة اللتي لا تعدّ ولا تُحصى ..
وسنفصّل بإذن اللـه لاحقاً كيفية استغلالكِ لأهمّ هذه العبادات في رمضان ..
التعديل الأخير تم بواسطة فسرو لي لو سمحتو ; 2011-08-04 الساعة 5:00 AM.
توقيع فسرو لي لو سمحتو |
.. لا تنسوني من دعائكم ..
.. ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ..
|
|