عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 12  ]
قديم 2011-07-29, 8:13 PM
الريحانة7
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية الريحانة7
رقم العضوية : 118699
تاريخ التسجيل : 28 - 5 - 2010
عدد المشاركات : 731

غير متواجد
 
افتراضي
2

استنادهم إلى مسخ بنى إسرائيل .. يقول تعالى :
" وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ " ( البقرة : 65 – 66 ) .
" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " ( المائدة : 60 ) .
" فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " ( الأعراف : 165 ) .
وبغض النظر عن اختلاف المفسرين فى حقيقة هل تم مسخ هؤلاء إلى قردة وخنازير فى الواقع أو أن المقصود أن أخلاقهم وأفعالهم صارت مثل أخلاق وأفعال الخنازير .. فإن هذا الحدث يخص هؤلاء العصاة .. والآيات الكريمات لا تتحدث عن انتقال أرواح الناس أو حتى أرواح الكافرين منهم إلى أجساد حيوانات .. بل هى واقعة معينة عن عصيان بنى إسرائيل .. وفى زماننا الحالى انتشرت المعاصى وصار الفجور علنا .. وصار الرجل يتزوج الرجل .. والمرأة تتزوج المرأة .. وصارت أخلاق هؤلاء العصاة أحط من أخلاق القردة والخنازير .. لكنهم لم يُمسخوا ولم تنتقل أرواحهم إلى أجساد حيوانات كما يدعى دعاة التناسخ والتقمّص .
ثم يستندون لقول الله تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " ( الفجر : 27 – 30 ) .
زعموا أن " فادخلى فى عبادى " أى بمعنى تنقّلى فى عبادى !
والواقع أن هذا الادعاء يوضح جهلهم الفاضح وإفكهم الواضح ..
يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً " ( البقرة : 208 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى شئ معنوى وهو التسليم لله تعالى والخضوع إليه ؟!
يقول تعالى : " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا " ( النساء : 175 ) .. فهل تقصد الآية الكريمة أن الذين آمنوا ستنسخ أرواحهم إلى " الرحمة " ؟!
يقول تعالى : " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " ( الأعراف : 60 ) فهل معنى ذلك أن نوح عليه السلام حل فى الضلال المبين كما ادعى قومه وأن جسده صار شيئا معنويا ً ؟!
يقول تعالى : " قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " ( الأعراف : 66 ) .. فهل معنى ذلك أن هود عليه السلام قد حل فى السفاهة كما ادعى قومه وأن جسده صار شيئاً معنوياً ؟!
يقول تعالى : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " ( الأعراف : 151 ) .. فهل معنى ذلك أن موسى وهراون عليهما السلام سيتحولان إلى شئ معنوى ؟!
يقول تعالى : " وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ " ( النمل : 19 ) .. فهل معنى ذلك أن سليمان عليه السلام سيحل فى أجساد العباد الصالحين ؟!
إن الآية الكريمة التى يستدلون بها لا تشير من قريب أو بعيد للاستنساخ .. فادخلى فى عبادى .. أى فادخلى بصحبة عبادى .. وإلا لكان قال : فحلّى فى عبادى أو فتمثّلى فى عبادى !
ثمة آيات أخرى يستدل بها دعاة التناسخ لا يوجد بها ما يشير إلى التناسخ على الإطلاق لكن فهمهم الأعوج السقيم سمح لهم بالتحريف .. وهذه هى الآيات الكريمات التى يفترون عليها :
" كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " ( البقرة : 28 ) .
قلت : الآية الكريمة تتحدث عن العدم قبل الوجود الذى هو الموت والإحياء هو الوجود الذى أعقب العدم .. ثم يعقب هذا الإحياء الموت بعد انقضاء الأجل .. ثم البعث من القبور .. ثم الحساب والجزاء .. فأين هو التناسخ الذى تشير إليه الآية الكريمة ؟!
ومثل هذه الآية الكريمة : " قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ " ( غافر : 11 ) وأيما كان من شأن اختلاف المفسرين حول مفهوم الموت الأول وهل هو النطفة قبل بث الروح فيها أو هو الإنسان بعد موته .. والاختلاف حول مفهوم الحياة الأولى وهل هى حياة البرزخ بعد الموت .. أو حياة الدنيا بعد العدم .. فإن الآية الكريمة لا تشير من قريب أو بعيد إلى انتقال أرواح الناس إلى أجساد أخرى .
وأيضاً " وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ " ( الحج : 66 ) .. أحياكم بالإنشاء ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم ثم يُحيكم عند البعث .. أين ما يشير للتناسخ فى هذه الآية ؟!
ومن المضحك احتجاجهم بالآية الكريمة : " اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " ( الروم : 11 ) .. إذ أين فكرة التناسخ فى هذه الآية ؟! الله تعالى ينشئ خلق الناس ثم يعيد خلقهم بعد موتهم .. فأين معنى انتقال روح إنسان لجسد مولود جديد ؟!
كذلك يستدلون بآيات : " يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ " ( الإنفطار : 6 – 8 ) .. أين فى هذه الآيات الحديث عن التقمّص وحلول الروح فى جسد آخر ؟! الله تعالى يتحدث عن صورة الإنسان التى يولد عليها .. كما يقول تعالى : " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ( آل عمران : 6 )
ويستدلون بحادثة عزير التى لا يمكن الاستدلال بها على تناسخ الأرواح كما يدعون .. يقول تعالى : " أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( البقرة : 259 ) .

يتبع


توقيع الريحانة7