عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2007-02-14, 1:35 PM
Bodour
عضو جديد
رقم العضوية : 23337
تاريخ التسجيل : 11 - 2 - 2007
عدد المشاركات : 98

غير متواجد
 
افتراضي تابع .. دلائل نبوة محمد عقلاً ونقلاً
تاسعاً : إن في ذلك لآيَة:




كثيرا ما كان القرآن المكي يقص على كفار مكة قصص انتصارات رسل الله السابقين على أقوامهم المكذبين وكيف أن العاقبة كانت لهم ، معتبراً تلك الانتصارات عبرة وعظة ،

فكان يقول لهم:
" أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ". [ التغابن : 5 ، 6 ]


وقال لهم :

" أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ... إلى قوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ .. " [ ابراهيم : 9
]


وهنا نسأل :

لماذا كان القرآن يقص على كفار مكة قصص انتصارات الرسل معتبراً تلك الانتصارات عبرة وعظة : " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الْأَلْبَابِ ". [ يوسف : 111


لا شك - أخي القارىء - بأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يوجه أنظار المكذبين من قوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقول لهم خذوا العبرة والعظة من تلك الانتصارات ، فرسولي محمد سينتصر عليكم كما انتصر أولئك الرسل على أقوامهم ....


وبالفعل .. لقد نصر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه على من خالفه وناوأه وكذبه وعاداه فجعل كلمته هي العليا ودينه هو الظاهر على سائر الأديان وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية وجعل له فيها أنصارا وأعوانا ثم بعد مدة قريبة فتح عليه مكة فقرت عينه ببلده وهو البلد المحرم المعظم فأنقذه الله تعالى به مما كان فيه من الكفر والشرك ثم دانت له جزيرة العرب بكمالها ....


ومن الروعة هنا أن نقارن هذا الانتصار بالآيات المكية الأخرى أيضاً والتي نزلت في بداية الدعوة الإسلامية وهي تحمل في طياتها بشرى النصر للرسول - صلى الله عليه وسلم - في وقت كان المسلمون فيه قلة قليلة مستضعفة :


قال الله تعالى : " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنْصُورُونَ ". ( الصافات : 172 ) وقال عز وجل " إِنَّا لَنَنْصُر رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُوم الْأَشْهَاد ". ( غافر : 51 ) أي ننصرهم بوجوه النصر فإن النصر قد يكون بالحجة ويكون أيضاً بالغلبة في المحاربة وذلك بحسب ما تقتضيه الحكمة ويعلمه سبحانه من المصلحة ويكون أيضاً بإهلاك العدو وكل هذا قد كان للأنبياء والمؤمنين من قبل الله تعالى فهم منصورون بالحجة على من خالفهم وقد نصروا أيضاً بالقهر على من ناوأهم وقد نصروا بإهلاك عدوّهم وإنجائهم مع من آمن معهم وقد يكون النصر بالانتقام لهم ، فهم لا محالة منصورون في الدنيا بأحد هذه الوجوه .


لا شك ان ما مضى لا يمكن أن يتيسر لنبي كاذب على الله ...







عاشراً : يوم الفرقان يوم التقى الجمعان:



غزوة بدر الكبرى ....هي تلكم الغزوة العظيمة التي وقعت بين الحق والباطل ، في يوم الفرقان ، وهو السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة ، وقد بلغ من شرف هذه الغزوة وعظم شأنها ، أن سمى الله يومها يوم الفرقان لأنه سبحانه فرق فيه بين الحق والباطل : " ... وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". ( الأنفال : 41 )


كان جيش المشركين فيه أضعاف جيش المؤمنين عدداً وعدة ، ألف مشرك مقابل 300 مسلم ... سبعون فرس مقابل فرسين اثنين للمسلمين .... كل المقاييس العملية تؤكد هزيمة المسلمين - فئة قليلة بسلاح قليل - إلا أن المعركة انتهت بنصر مؤزر للحق وهزيمة منكرة للباطل ، وكافأ الله فيها المؤمنين على صدقهم وثباتهم ، وجازى الكافرين على عتوهم وكفرهم ، ولقى صناديدهم مصرعهم ، وعلى رأسهم أبو جهل .


وبهذه النتيجة تبين للجميع أن الحق مع محمد - صلى الله عليه وسلم - هو وأصحابه إذ كيف ينتصر الأقلون المستضعفون على الأكثرين المتجبرين ؟ يقول الله سبحانه وتعالى ممتناً ومذكراً : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ " بقلة العدد والسلاح : " فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ". ( آل عمران : 123 )


ومما يزيد من روعة هذا النصر انه جاء نتيجة نبوءة سابقة أعلنها النبي عن ربه وهو في مكة إذ يقول في الآية : 44 من سورة القمر المكية : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) .


نزل هذا الوعد الإلهي عندما كان مشركي قريش يسرحون في اوج قدرتهم , بينما كان المسلمون مستضعفين يشكلون قله قليلة بينهم ، إلا أن الوعد كان جازماًُ بأن هؤلاء المشركين الذين يفتخرون بقدرتهم وشوكتهم وجمعهم سيهزمون ويولون الأدبار .. يقولون : نحن جماعة قوية متحدة و منتصرة : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ )) , إلا ان القرآن يعقب على ذلك مباشرة بقوله : (( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) .


ان من المسلم له هو عدم امكان حصول التوقع والحدس بالانتصار السريع للمسلمين وكسر شوكة أعداء الإسلام في ذلك الزمان إذ كيف سينتصر المستضعفون الأقلون عدداً وعدة على الاكثرين المتجبرين؟ حتى أن عمر بن الخطاب كان يقول في نفسه بعد نزول هذه الآيات :

أي جمع يهزم؟ أي جمع يُغلَب؟

إلا انه لم تمر فترة قصيرة من الزمن حتى هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة ووجهوا ضربة قوية ومباغته إلى نحور الأعداء في أول اصطدام من نوعه مع الأعداء في ساحة معركة بدر ، في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة .


الحادي عشر : لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم:


يقول الله سبحانه وتعالى : " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [الأنفال:63].


يعلم القاصي والداني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى قوم كانت حميتهم شديدة وأنفتهم عظيمة ... عرفوا بالعصبية والانطواء على الضغينة من أدنى شيء حتى لو أن رجلاً من قبيلة لطم لطمة واحدة قاتل عنه أهل قبيلته حتى يدركوا ثأرهم لا يكاد يأتلف منهم قلبان ،

فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وآمنوا به واتبعوه انقلبت تلك الحالة فائتلفت قلوبهم واستجمعت كلمتهم وزالت حمية الجاهلية من قلوبهم وأبدلت تلك الضغائن والتحاسد بالمودة والمحبة لله وفي الله واتفقوا على الطاعة وصاروا أنصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعواناً يقاتلون عنه ويحمونه

وهم الأوس والخزرج وكانت بينهم في الجاهلية حروب عظيمة ومعاداة شديدة ثم زالت تلك الحروب وحصلت المحبة والألفة وهذا مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ... ولا يتيسر لنبي كاذب .. وصار ذلك معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة دالة على صدقه ،

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : " يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي " .


الثاني عشر : علامات الساعة:


وإخبار محمد - صلى الله عليه وسلم - بغيب علامات الساعة قبل 1400 عام ، التي لم تظهر أماراتها إلا في زماننا ، يشهد له بصدق الرسالة ، كما يشهد بأن الساعة حق. وستلاحظ - أخي القارىء - كيف ان الحديث عن هذه العلامات قد ورد على سبيل الجزم والقطع ، لا الظن والحدس .


ومن العلامات التي ظهرت ما يلي:

1 - كثرة الكتابة :


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { إن بين يدي الساعة ـ وذكر منها ـ ظهور القلم } [ رواه أحمد ح (3860) ، والبخاري في الأدب المفرد ح (1049)، وصححه الحاكم (4/110)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (647). ]


وعن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن من أشراط الساعة : أن يكثر التجار ، ويظهر القلم } [ رواه ابو داود الطيالسي في مسنده ]

2 - تطاول الحفاة العراة رعاء الشاء في البنيان :


ومن هذه الأخبار العجيبة الباهرة إخباره صلى الله عليه وسلم بتطاول هذا الصنف من الناس في البنيان ، ففي صحيح مسلم بعد أن سُأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمارات الساعة، قال صلى الله عليه وسلم : { .. أن ترى الحفاة العراة العالةَ رِعاء الشاء يتطاولون في البنيان } أي أنهم سيتركون هذا الذي هو لهم، ويتجهون للتطاول في البنيان .

3 – زخرفة البيوت :


روى البخاري في الادب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : { لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشُّونها وشي المراحيل.} ومعنى « يوشونها » ينقشونها ويصبغونها بأنواع الالوان المختلفة كما تنقش الثياب والفرش ومعنى: « المراحيل » الثياب المنقوشة بنقوش تشبه رحال الابل.

4 – تقارب الزمان و الاسواق :


قال رسول صلى الله عليه وسلم : { لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة } [ رواه أحمد واسناده صحيح على شرط مسلم ]


وقال صلى الله عليه وسلم : { لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج، قيل وما الهرج، قال : القتل. } [ رواه الإمام أحمد ، ورواته ثقات ].
ان تقارب الزمان المذكور في الحديث يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارة والإذاعة وما إلى ذلك والله أعلم .


وأما تقارب الأسواق ، فقد جاء تفسيره في حديث ضعيف بأنه كسادها وقلة أرباحها ، والظاهر – والله أعلم – أن تقارب الأسواق إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب وسائل النقل والكتابة السريعة التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها ، فلا يكون تغيير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار في جميع أرجاء الأرض ، ويذهب التاجر في السيارات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة أيام ، فيقضي حاجته منها ، ثم يرجع في يوم أو بعض يوم ، ويذهب في الطائرات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة شهر فأكثر ، فيقضي حاجته منها ، ويرجع في يوم أو بعض يوم . [ أشراط الساعة - يوسف الوابل - بتصرف ]


ولو طبقت – أخي القارىء - ما في هذا الحديث من تقارب الزمان وتقارب الأسواق لوجدته مطابقاً لما في الإنترنت خصوصاً إذا علمنا أن بعض المواقع تحوي (300 ألف) سلعة تستطيع أن تطلع عليها جميعاً بمجرد كتابة عنوان ذلك الموقع والاتصال عليه .


5 – فشو التجارة :


روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة }.

.


توقيع Bodour
سبحان الله عدد ماكان ..وعدد مايكون
..وعدد الحركات .. وعدد السكون
قالها احد الصحابه في عام ، ثم قالها في العام المقبل
فرأى منام يقول فيه أحد الملائكه
لم ننتهي من إحصاء تسبيحك
في العام الماضي