طالب العلم واللسان
لاشك أن نعمة اللسان من أجلّ النعم، {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} ولا يشعر بنعمة اللسان وأهميتها إلا من فقدها .
ولقد تواترت النّصوص بوجوب المحافظة على اللسان وضرورة العناية به وضبطه, هذا لعامة الناس فكيف بطلاب العلم؟
ولا ريب أن الواجب عليهم أعظم؛ لأنّه كلما زاد علمك فلا بد أن يزيد عملك ويشتد خوفك .
وإن المتأمل لحال بعض طلاب العلم ليرى بعض الآفات الدخيلة التي لا تليق بمسلم فضلاً عن طالب علم, وهذه إشارات إلى ضرورة العناية باللسان وتأكيد حفظه وضبطه .
كنت أقرأ في حياة بعض السلف, ومررت على بعض المحطات التي ذكرت واقعهم في شأن اللسان, فإليك بعض ما جاء عنهم لترى الفرق العجيب :
- قال الفلاس: ما سمعت وكيعا ذكر أحدًا بسوء .
- وقال البخاري: ما اغتبت أحدًا منذ علمت أن الغيبة حرام .
- وكان سعيد بن جبير لا يدع أحدًا يغتاب عنده .
فيا طالب العلم (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك).
وجاهد نفسك على أن تمنع لسانك من الآفات كالغيبة والكذب والسخرية والهزل والمزاح -المذموم- واعلم رعاك الله أن العلم هو أن نرى أثره عليك, وأمَّا حفظ القرآن والمتون و... , فلا تنفعك إن كان لسانك بخلاف هذا .
وفي الحديث الصحيح: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فرجيه أضمن له الجنة) أخرجه البخاري.