هذا العلم الذي اتاه سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام هو من وحي الله وعلم الغيب الذي آتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه. كما:
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: ثم زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها، فقال: {لم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ] ، ويعني بقوله: {فيه يغاث الناس} بالمطر والغيث.
وبنحو ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس} قال: فيه يغاثون بالمطر.وأما قوله: {وفيه يعصرون} فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وفيه يعصرون العنب والسمسم وما أشبه ذلك.
{وفيه يعصرون} إلى: وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنه من العصر والعصر التي بمعنى المنجاة.
أن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلمه إياه لأنه لو كان عام 15 عام جذب وقحط كان ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسه كان صارت ثمان سنبلات يابسه وثمان بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أكيد الذي بعدها ليس جذب ولا صارت ثمانيه فهذا من دقائق الفهم على اية حال.
وفي الأثر ما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستشهاد، باب دعاء النبي: (اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فالسنة تدل على القحط، والعام يدل على الرخاء. وهناك فرق أخر وهو أن السنة تستعمل أكثر ما تستعمل فيه السنة الشمسية، على حين يستعمل العام للقمرية، ونحن نعلم أن بينهما أحد عشر يوما تقريبا، ومن هنا فلاعجب أن تدهشنا روعة التعبير في اختيار الكلمات، حيث ذكرت السنة في ما قضاه نوح عليه السلام، وذكرت كلمة العام بجانب المدة التي استثنيت من ذلك، وفي هذا تصوير لما عاناه عليه السلام من شدة في الأمر، ومقارعة لاعداء الله، وطول أمد، وإذا تدبرنا كتاب الله تعالى فأننا لن نجد كلمة منه تشبه غيرها، فضلا عن أن تسد مسدها
ان شاء الله تستفدون من هذا وهو في الحقيقة ما قرات عنه ووجدته وكتبت لكم..