في السفر انتقال الجسد أم الفكر؟!
السفر جميل وفيه إيجابيات كبيرة؛ من سياحة هادئة، وإزالة روتين الحياة، وتجديد في النظرة للعالم، ولكن يا تُرى هل نحن عندما نسافر نلحظ انتقال أجسادنا أم انتقال أفكارنا؟!.
ومرادي: أن عادات البلاد والدول تختلف غالبًا في عدة نواحي دينية أو دنيوية أو اجتماعية أو فكرية.
فهل نحن ننتبه للحفاظ على ديننا وأفكارنا وعاداتنا الحسنة في أسفارنا، أم أننا نتنازل عنها عند أدنى حادث يعرض لنا؟.
إن التفاوت بين الثقافات أمر واضح، ولكن الثبات على الحق هو الثبات.
إن مما يلفت الانتباه أن الوافدين إلى البلاد العربية من الجنسيات الغربية يجدون أنه من الصعب جدًّا أن يغيروا ثقافتهم أو عاداتهم لهذا تجدهم متمسكون بها غاية التمسك؛ فهل تجد أن أحدهم ترك لبس البنطال وبدأ يلبس الثياب مثلاً؟!.
وهل رأيت غريبًا بدأ يمارس عاداتنا في الطعام والشراب؟!.
إن الملاحظ هو شدة تمسكهم بتراثهم الفكري والعقائدي والاجتماعي، ولكنك -وللأسف- ستجد أن بعض شبابنا عندما يسافر لأي بلد غربي يبدأ في الانصهار في عادات ذلك البلد، ويتنازل عن بعض عاداته التي نشأ عليها.
بل ومنهم من يترك الشعائر الدينية كالصلاة، وقراءة القرآن، وهذا دليل على ضعف التمسك بالدين والانهزامية النفسية عند الغرب الكافر.
وربنا يقول: (( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) [آل عمران:139]، فنحن الأعلى في كل شيء، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ( الإسلام يعلو ولا يعلى ) صحيح الجامع ( 2778 ).
فرسالتي لكل من يسافر:
احفظ دينك فهو رأس مالك، واحتفظ بمبادئك وعاداتك الإسلامية؛ فهي دليل تقواك وعزتك.
سلطان العمري