[همسة فوق ثغر الألم]

أعترف .. عندما يأسرني الهذيان ...!!












على غير العادة أمسكت بورقةٍ وقلم ثم بدأت بتدوين مذكراتي ، إنها في الواقع ليست عادةً جديدة ، وليست وليدة اللحظة ! أو بمحض صدفة !
كذلك , لم تنتقل لي بالعدوى .!!


ولكنّها عادة قديمة مارستها منذ الأزل ، عندما كنت أتعلّم أبجديات تدوين المشاعر .
لقد كانت بداياتي باختزال الآلام على صدر الورق نازفاً بحبر الصدق ، وبحرارة المشاعر .


كانت تنتابني حالةٌ من الجنون ، أبدأ معها هذياني العفوي بكل ما يخالجني من أحاسيس ، محتضنةٌ الكثير من الآهات والتنهيدات والأُف !!
ولكني ، لست أعلم ما سر انقراض هذه الممارسة !!

قد يكون السبب هو أني بدأت أحتضن الألم في صدري بديلاً عن صدر الورق !
وبدلاً أن يبكيني الورق بصمت ! أصبحت أنا من يئن بذبول !


أعتقد بأني سأعود لممارسة هذا الجنون من جديد ، فالورق أقدر على الاحتمال ، وإن كان صدري أقوى على الكتمان !

ولكني لا أرغب في إهدار المزيد من تلك المساحات الحسية الطاهرة باختزال الألم والوجع القاتم !
إني أريدها أن تتبرج بمواقف أكثر نقاءاً ، ولحظات أوفر حظاً من السعادة .


أعلمُ بأنه كان من الأفضل التقديم في كتابة هذه الصفحة من مذكراتي ، فقد كانت مشاعري على أوجها قبل يومين ، وكنت أتطلع إلى فرصة تدوينها بأسرع وقتٍ ممكن ، خصوصاً بعد أن حظيت بمتعة إغراء السكون !

لقد كان ذهني أكثر صفاءاً ، وأنفاسي أقلٌ اضطراباً وتوتراً .
منذ وقتٍ طويل لم أشعر بهذا الهدوء ، أعترف بأنه كاد أن يقتلني الاحتياج لمثل هذا الاسترخاء النفسي ، ولكني لم أجده قبل اليوم !
وها أنا أمسك بقلمي وأكتب ما أشعر به دون رتوش وبدون أيٍ ترتيبٍ مسبق للأفكار .

لقد مللتُ التنظيم ، فأنا أحتاج لبعض الفوضى ، على الأقل بيني وبين نفسي لكي اشعر بأني غير مسؤولة عن تصرفاتي !!!
فهناك من يستحق أن أحيى من " أجله " إن لم يكن من " أجلي " وهذا هو آخر ما أخبرني به حدسي !!

إني أأمل بالكثير في الأيام القادمة !
فقد طال صبري على اجترار الألم !
وقد ضاق صدري بابتلاع الحزن !

وهناك بارقةُ أملٍ تلوح في أفقي ، أتمنى أن تشرق بكل بريقها و بكل دفئها ، لقد سجًلت هذا الاعتراف من أجل أن أواجه نفسي به في ساعة اللقاء !!!
أعترف بأن ما سبق كتابته حتى الآن من تمتمات روحٍ منهكة لم يحظى بفرصة القراءة من قبلي !!!

لقد كان طازجاً من العمق إلى الورق !
ولست أعلم بعد ماذا كان بين أحضان تلك الحروف من أملٍ أو خوف !
وأعترف أيضاً بأني لازلت لا أرغب بالقراءة !! ولست أعلم لماذا !!

قد يكون لأني جعلتها متنفساً لي ونفَساً لأعماقي الثائرة ، لذلك لا أرغب في وأدها .










ذات حزن
مع تحياتي


أختكمـ
همسة فوق ثغر الألم