أخي الحبيب...
يامن قصرت في جنب الله...
إن كان الشيطان قادك للشرك...
و الهوى أخذك بعيداً عن العقيدة الحقة..
و الشبهات قذفتك في شبهات الطريق...
و الشهوات رمتك في مزالق الحياة...
فمتى التوبة ؟...
ومتى العودة ؟!..
ومتى الإنابة ؟!..
ومتى الرجوع ؟!
فكر أخي قبل الرحيل...
و عد قبل أن تطوى الصحف
و أرجع قبل أن تبلغ الروح الحلقوم..
يا من فرط بالأركان...فخالف مقتضيات لا إله إلا الله ...و ضيع الصلاة ...و فرط في الزكاة ...و تساهل في الصوم ...و أخر الحج...فمتى العودة...وكيف تتوقع أن يكون جزاء ممن فرط في أعظم شيء في هذا الدين و هي الأركان...وهل تتمنى أن تكون بحال المضيع في قبرك و أنت لوحدك...ومرهون بعملك...
--------------------------------------------------------------------------------
يامن تساهل بالمعاصي...و أرتكب الكبائر...وغابت عن عينية النواهي...و طرق كل باب من أبواب العصيان...فماذا تنتظر ...وماذا تتوقع في القبر...يامن أطلق لنفسه العنان و أرخى لعينه النظر...و أتبع النظرة النظرة حتى كانت الحسرة...فهل تتمنى أنك وقعت في تلك الجريمة...
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد
ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنـادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد
ولا تفرح بمال تقتنيه *** فإنـك فيـه معكـوس المـراد
وتب مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبـل الرقـاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟

يامن أعطاه الله اللسان للذكر...و وهبه للشكر...فاستبدل النعم بالكفر...و جعل ماخلق للخير في سبيل الغي و الشر...فاستخدم اللسان للزور و الكذب و الفجور... و الغيبة و النميمة و الفحش و سوء القول...فهل تتمنى أنها كتبت عليك تلك الكلمات...أو أن سجلت في صحائفك تلك الكبائر أو الصغائر...وهل تسعد بها في ظلمة القبر...

و أنتِ يامن قصرت بحق ربها…واتبعت هواها فأظلها…يامن تجاهلت ذنب الكاسيات العاريات وأخذت بفتنة الناس…يامن نزعت حجابها وهتكت مع ربها حياءها…ويامن تشبهت و الكافرات قلدت…يامن عصت زوجها و خالفت وصية رسولها…يامن تنمصت و تكشفت فهل يسرك أن تقفي في قبرك و أعمالك هذه ….
--------------------------------------------------------------------------------
أما من ولاه الله رعية فضيعها...فهل يسرك فعلك بعد مماتك...وهل تنتظر و أنت في قبرك أن تزداد حسناتك...و الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أو ولد صالح يدعو له...فأين الولد الصالح إذ لم تقم ببيتك خير قيام...و أين الولد الصالح إذ لم تعطه الاهتمام...وأين الرجاء إذا أنقطع العمل...
و أنت يامن ظلمت … وبدأت بظلم نفسك قبل غيرك..ألا رعيت الله في من حولك...إن كنت ولداً عاقاً فقد ظلمت نفسك وخالفت أمر ربك...و حل عليك غضب والديك...و كبلت نفسك بما لا تطيق...
و إن كنت زوجاً ...فاستغليت قوتك...و بسطتك...و ظلمت زوجتك...فماذا عساك أن تقابل ربك...فظلم القوي البعيد ممقوت...فكيف بظلم القريب الضعيف...وظلم الرجال منكر تستوحش منه النفوس...فكيف بظلم النساء ...فهل من عودة ومراجعة للنفس و تقرب وتوبة...و عودة وأوبة ...قبل أن تقع في تلك الحفرة حيث لا فسحة و لا رجعة...