الموضوع: قبل الوداع
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-02-05, 3:39 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
أم بين أطفالها تُضاحكُ هذا و تنظر إلى حاجة هذا...
و تبتسم لسعادة هذا و تبكي لحزن ذاك...
و فجأة ينتزعها الموت من بينهم...
فيفقد الأطفال عطف أم روؤم و لطف أم حنون...
فيخلعون ثوب السعادة ويلبسون ثوب الحزن أبد الدهر...
فيبكون لفقدها...و يتحسرون لغيابها...و لكن هو الموت الذي لا مهرب عنه .



--------------------------------------------------------------------------------


و أبٌ بين أبنائه يداعبهم تارة ...و يسعى في قوتهم تارة...
فيحل يومه ...وبلا ميعاد...و يدخل عليهم بلا موعد..
و يصبحوا في يوم و ليلة ...أيتام يتصدق الناس عليهم...
فينزل الضيق عليها...و يحيط الهم و الكرب بهم...
و ليس لهم إلا الرضا بالقضاء...إنه هادم اللذات ومفرق الجماعات...



--------------------------------------------------------------------------------


و أخ بين أخوته...
هو أنيسهم ...و رفيقهم...
فينزل القضاء فينزعه من بينهم...
فيفقدوا الأنس و السعادة برحيله ...
فيبحثوا عن بقايا من بسماته...و شيئاً من مداعبته...
و لا يجدوا إلا بعض بقايا من أغراضه التي خلفها بعد وفاته...فإنا لله و إنا إليه راجعون...

قال الحسن: ( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه)



--------------------------------------------------------------------------------


و نائم ينتظر صباحه...
فيمسي بعداد الأحياء...
و يصبح بعداد الأموات...
فيمسي بين صحبه...
و يصبح في وسط لحده...



--------------------------------------------------------------------------------


و كم من بعيد أمل أن يعود لحبيبه...
فطواه الموت قبل أن تكتحل عينه بلقيا حبيبه....
فانقطع الأمل بالتلاقي في الحياة...
بعد أن أصبح في عداد الأموات...



--------------------------------------------------------------------------------


قال التميمي: ( شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى )
أخي العزيز...
إن الملك الموكل بقبض الأرواح ينتظر من يحل يومه...فمن ياترى تحمل القائمة ؟
و هل يومي الآن ...أو بعد لحظات... أو بعد حين ..العلم عند رب العالمين
نسأل الله حسن الخاتمة...و أن يمد بالأعمار على طاعة
إن اللبيب هو الذي لا يهمه متى موعد موته...بل هو بشغل دائم بالتزود من موارد الخير...و سُلوك طريق المتقين ..فأمن النهاية ...و لا تخيفة متى تكون ومتى تحين تلك النهاية...

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلـى الفجـر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يرتجى طول عمره *** وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري