رسائل التويتر 8
بو عبد الرحمن
كفنك قد خيط على قياسك ، وقبرك قد أعد على امتداد قامتك ،
ولا يبقى إلا أن نحملك على الأكتاف ! فهلا أفقت من غفلتك ؟! وعملتَ ليوم رحيلك؟
الأحمق يدس رأسه في الوحل ، ثم يزعم أنه يتطلع إلى السماء ..!
كذلك يفعل كثيرون ، يزعمون أنهم يرغبون فيما عند الله ، وهم يديرون له ظهورهم !!
إذا كانت دبي وجهتك ، لكنك أصررت أن تسير نحو أبوظبي ، أي في الاتجاه المعاكس ،
فقل لي بربك ، متى ستصل دبي؟ كذلك شأن الدنيا والآخرة فافهم !
لو أنك ملكت الأرض وما عليها ، بدون رصيد إيمان صحيح ،فإنك إنما أثقلت كاهلك
بما سيكون حجة عليك ،ثم تجد نفسك لقمة في فم النار ! اصحَ يا نائم !
لابد أن تفارق هذا العالم يوما ما ، فهلا أعملت فكرك في الزاد الذي ستحمله معك ،
إلى عالمك الآخر الذي سوف تكون فيه ؟
حين تتأمل في هذا الكون ، ترى الأشياء وعليها تلوح دلائل وحدانية الله سبحانه ،
وتجليات أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، وهنا جنة القلب !
احرص أن تكون لك صحبة طيبة معينة ، حتى تألف نفسك الأجواء الربانية الراقية ،
وترتاض عليها ، ثم تذوق بعد ذلك طيباتها ، وتجد بركاتها .
عندما تضع قدمك على الطريق السالك ، في المربع الصحيح للانطلاق ،
يبقى عليك أن تتابع وتراقب ، وتسدد وتقارب ، وتعدل وتعزز ، وتذكر وتتذكر وتذاكر
ضع نصب عينيك قوله تعالى ( وما كنا عن الخلق غافلين ) .. وتذكر أنه سبحانه لا يغفل عنك ألبته ،
ولكن عليك ابتداء أن لا تغفل أنت عن نفسك
أنت مطالب أن تضبط بوصلة حياتك كلها على جهة السماء ، ثم تراقبها حتى لا تميل ،
وعلى قدر نجاحك في هذه المهمة ، تشعر بحلاوة دونها كل لذات الدنيا