العتق
وخرج الخبر الى الناس أن رسولالله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج جويرية ، فقال الناس :( أصهار رسول الله )000وأرسلوا ما بأيديهم، قالت السيدة عائشة :( فلقد أعتق بتزويجه إياها مئة أهل بيتمن بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )000
والدها الحارث
أقبل الحارث ( والدجويرية ) الى المدينة بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بهاللفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيّبهما في شِعْبٍ من شعاب العقيق ، ثم أتى الىالرسـول -صلى اللـه عليه وسلـم- وقال :( يا محمـد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها )000فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- :( فأين البعيران اللذان غَيبتهمابالعقيق في شعب كذا وكذا ؟)000فقال الحارث :( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسولالله ! فوالله ما اطّلع على ذلك إلا الله )000فأسلم الحارث ومعه ابنان له ، وناس منقومه ، وأرسل الى البعيرين فجاء بهما000
بيت النبوة
ولقد عاشت أم المؤمنين (جويرية) في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كزوجة كريمة مُعزّزة ، فكانت خيرمثل يُحتذى في رعايتها لبيتها وزوجها وحسن عشرتها معه- صلى الله عليه وسلم-000
ولقد كانت كثيرة الاجتهاد بالعبادة لله تعالى، والإكثار من ذكره المبارك،والصوم وفعل الخيرات000وكان يحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعليمهـا أموردينها فقد دخل عليها في يـوم جمعـة وهي صائمـة فقال لها :(أصَمْتِ أمس ؟)000قالت :(لا)000قال (أتريديـن أن تصومي غداً؟)000أي السبت مع الجمعة000قالت :(لا)000قال :( فأفطري) لكراهة ذلك000
وفي أحـد الأيام خرج الرسـول -صلى الله عليه وسلم- منعندها بُكْرَةً حين صلّى الصبـح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال :(مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟)000 قالت :(نعم)000قال النبي -صلى الله عليهوسلم- :( لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مراتً، لو وزِنَت بما قلتِ منذ اليوملوَزَنتهنّ : سبحان الله وبحمده عدَدَ خَلْقِه ورضا نفسه، وزِنة عرشه، ومِدادكلماته)
وفاتها
توفيت -رضي الله عنها- بالمدينة بعد منتصف القرن الأول من الهجرة سنة ستٍ وخمسين على الأرجح ، وصلى عليهامروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك ، وقد بلغت سبعين سنة000فرحمها الله000
المصدر سلسلة الصحابيات
بنشر رائد