مأسدة الصحابة في الرد على سفاهة البابا ...
عن الحملة الموجهة للرسول
لؤي عبد الله
الله أكبر .. لاح النصـر والظفـر
فتلك روما .. وجند الحـق تنتظـر
الله أكبر .. والإسـلام فـي شمـم
والكفـر أدبـر والكفـار تنـدحـر
الله أكبـر والصمصـام منصـلـت
على رقاب العدى يهوي ولا يـذر
ما بالهم .. ولغوا في كـل صافيـة
أمـا أتاهـم غـداة الفتـح مدكـر
أما أتاهـم بـأن الأسـد غايتهـا
حمـي العقيـدة للإسـلام تنتصـر
أمـا أتاهـم بـأن الكـون أبدعـه
منزه عـن شريـك فيـه مقتـدر
إله حق له تعنـو الوجـوه رضـا
العقـل نعمتـه والسمـع والبصـر
قد أرسل الرسل بالإسلام مذ خطرت
على ذراها وفـي آكامهـا البشـر
فذاك نـوح وإبراهيـم قـد جمعـا
أصل الرسالة والتوحيد قد نشـروا
ويونـس وكـذا لـوط وصالحهـم
وتلك عـاد ومـا أغنتهـم النـذر
كذاك موسى وعيسى أخوة بعثـوا
وهم أولو العزم في القرآن قد ذكروا
ثم استدارت رحـى الأيـام قاتمـة
في فترة كاد فيهـا الوحـي يندثـر
فحـرّف الديـن رهبـان بحقدهـم
وبدل القـول أحبـار بمـا مكـروا
وعاشت الأرض في جهلاء مزريـة
وعُظِّمَ الوثن المنصـوب والحجـر
فأرسل الله في الآفاق نجـم هـدى
فأسعد الكون وازدانت بـه مضـر
من نسل هاشم محفـوف بمكرمـة
مبجـل بـرداء الوحـي مـؤتـزر
لا يملك الناس أن يحصوا مناقبـه
وإن تقاطر بادو الأرض والحضـر
حتى إذا مـا تدانـى يـوم مبعثـه
وشع من نوره الياقـوت والـدرر
وجاء بالصدق والإيمـان متشحـاً
وأظهر الحق.. قالوا ساحـر أشـر
فكذبـوه وآذوا صحبـه وعـتـوا
عن أمره وتمادى منهـم الضـرر
وأخرجوه عن الأوطـان فاستبقـت
ربـوع طيبـة تدعـوه وتفتخـر
وعاد بالفتح منصـوراً تحـف بـه
كتائـب الحـق للأهـوال تحتقـر
فعمَّ مكة ديـن الحـق وازدهـرت
به المفـاوز والوديـان والحضـر
وأسلـم النـاس أفواجـاً لربـهـم
وأقبلوا زمـراً فـي إثرهـا زمـر
ودانـت الأرض للإسـلام قاطبـة
بالسيف والرعب والإيمان ينتشـر
لا تنكروا حرَّ أنفاسـي وملحمتـي
حبي لأحمـد مثـل النـار يستعـر
إني نظمت قريضـاً فـي مدافعـة
عسى يكون لنـا فـي ذاك معتـذر
فقد جنى ساقط فـي رأيـه عَمِـهٌ
ممـزق الديـن معتـوه ومحتقـر
صنو الجهالة لا يُرجى لـه رشـد
أخو السفاهـة مقبـوح ومزدجـر
يقـود بعـض خنازيـر ممسخـة
لا يرعـوون ولا تنهاهـم الزبـر
قزمٌ تقاصـر عـن إدراك سوأتـه
وكيف يرجو لحاق الأنجـم الحجـر
يا عابد الصنم المصلوب من قـدم
ولم يزل في مهاوي الزيغ ينحـدر
أقصر فمـا أنـت إلا شانـئ قـذر
وإن شانـي رسـول الله منبـتـر
أتيـت زوراً وبهتانـاً ومخبـثـة
ومثـل قولـك لا يُلفـى لـه أثـر
ألقتك نفسك بين الأسد فـي حمـق
وسط العرين فأين الخوف والحـذر
( ففي العرينة ريح ليـس يقربهـا
بني الثعالب والجـرذان والهـرر )
( وفي الزرازير جبن وهي طائـرة
وفي البغاث شموخ وهي تحتضـر )
أتتك مـن فتيـة الإسـلام مأسـدة
شديدة البطش لا تبقـي ولا تـذر
تذود عن سيد الأبرار فـي شـرف
ودونها هامـة الأوبـاش تنكسـر
فطبت حياً رسـول الله فـي زمـن
وطبت ميتاً فأنت الخيـر والظفـر
وطاب ممشاك في أرجائها طلقاً
وطاب دينك والأديان تحتضر
ولم تر الأرض إنصافاً ومرحمة
حتى أتاها ببشرى عهدكم خبر
صلى عليك إلهي دائماً أبداً
ما غرد الفجر أو ما شعشع القمر