من الغناء إلى القرآن
قبل اثنتي عشرة سنة(1 )كنت اسكن مع شاب ملتزم بدينه 0 ومحب للدعوة وخادمها بكل ما يستطيع ؛ حريص كل الحرص على إخوانه الملتزمين ؛ولم شملهم وشعثهم 0
وفى ليلة من الليالي ؛ جلس معي جلسة ثارت فيها آلامه وعواطفه ؛ حدثني فيها عما يتغلغل في أعماق نفسه ؛وقص لي قصة انتقاله إلى واحة الإيمان ؛ وكيف ارتوى من نبع الهداية ؟
كان في بداية شبابه مولعا بالغناء؛ومحبا للطرب؛ ومما زاد حبه لهذه المعصية صوته الجميل؛فقد وهبه الله عز وجل صوتا شجيا خلابا يحرك المشاعر والاحاسيس00ولم يكن يفكر في يوم ما بحرمة الغناء وعواقبه الوخيمة؛بل كان جل تفكيره في بروزه أمام الجماهير وشهرته وامتداد صيته؛حتى ظهر له الشريط الغنائي الأول؛ولم ينتشر إلا بين أقربائه فقط ؛ ومن شدة فرحته بأغانيه أرسل نسخه من الشريط إلى أحد أقربائه بأمريكا0
وشاء الله سبحانه أن ينقذ هذا الشاب من الغواية إلى الهداية؛حيث تعرف أثناء دراسته الثانوية في مدينة الدمام على شباب صالحين؛وكان أول ما شد انتباهه ولفت سمعه معهم هو استماعه في سيارة أحدهم لأناشيد البحرين رقم (1) ؛ثم قويت علاقته بهم وسار في ركبهم؛وعافت نفسه الغناء والموسيقى والطرب ؛ونبذت كل منكر وحرام ؛وأصبح جنديا من جنود الله يحمل دينه على قدم وساق ؛وعوضه الله عز وجل بالا ناشيد الاسلامية بدلا من الغناء؛حيث صار منشدا لامعا انتشرت أناشيده الهاد فه في كثير من الآقطار0
في تلك الليلة ونحن غرقى في نومنا بين السكون السائد والظلام الدامس؛استيقظت من نومي على صوت بكاء ؛وإذا بصاحبي ساجد لله في صلاته يشهق شهقة الألم والندم على الماضي؛شهقة ممزوجة بالفرح والغبطة على الحاضر0
لقد توجه هذا الشاب بحبه إلى الله عز وجل والى القران؛يجوده ويرتله ويحفظه؛حتى صار إماما وقارئا مجيدا يشاراليه بالبيان في جمال صوته وخشوع الناس لسماع قراءته0
لقد ترك الغناء من اجل الله عز وجل ؛فعوضه الله خيرا منه وأكرمه بالقران العظيم0
منقولة من كتاب (الندم على المعصية ،قصص واقعية) بقلم:"يوسف بن عمر العجيلى "
(1) كان ذلك بداية 1409هجريه
طريق الجنة