عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-01-26, 7:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
(2) الاستراحة :
إن الأسلوب الثاني لحل المشكلة الزوجية أو احتوائها وخصوصاً إذا شعرت أن الطريق أمامك مسدود هو ( خذ استراحة ) وتوقف عن التفكير في علاج المشكلة ، فإنك ستلاحظ أن الدماغ سيشتغل ويربط بين المعلومات على الرغم من أنك مشتغل بشي ، وفجأة تشعر بنفسك بارتياح وسعادة , ومن الغريب في هذا الموضوع أن بعض الناس يرون الحل برؤيا في النوم , وهذه من عطايا الرحمن ..
(3) أسال نفسك : وهذا أخر أسلوب من أساليب العلاج ,وهو أن تسأل نفسك أسئلة كثيرة ,وتحاول الإجابة عليها , ومن الأسئلة المهمة :
•ما هي المشكلة ؟
•كيف جاءت ؟
•هل هي مشكلة ؟
•هل يمكن علاجها ؟
•كيف نغيرها ؟
•ما هي فوائدها ؟
•هل ستكبر ؟
•كيف نصغرها ؟
•ماذا .. لو أهملتها ؟
•ما هو سبب وجودها ؟
•لماذا أنا متأثر ؟
•هل وقع غيري بمثلها ؟
وغير ذلك من الأسئلة التي تفتح لصاحب المشكلة الأفاق ، فيبدأ يفكر بطريقة صحيحة , وبنظرة واقعية تساعده في العلاج .
(4) المناقشة :
وهذا الأسلوب آخر يمكن أن يساهم في علاج المشكلة الزوجية , وهو طرح المشكلة بطريقة غير مباشرة للأصدقاء والأحباب للاستماع لرأيهم ومناقشتهم في الحلول , فقد يكون الرأي المقترح هو الحل .
إن الاستفادة من اختلاف وجهات نظر الناس فر رؤيتهم لموضوع معين , أمر مطلوب لعلاج المشكلة الزوجية ,
فكل شخص يرى المشكلة من زاويته وخلفيته الثقافية , والاجتماعية , وربما يكتشف صاحب المشكلة أن المشكلة ليست مشكلة , وإنما هو الذي جعلها مشكلة , فكثير ما يخطئ الإنسان في الحكم على الشى والمناقشة هي عبارة عن تلا قح الأفكار , فما هي الثمرة ؟!
5-(الاستشارة) :
والاستشارة هي طريقة من الطرق التي تساهم في النظرة الصحيحة للمشكلة , ولعل مبحث ( كيف ننقذ هذا الزواج من الفشل ) ؟ يساعدنا في فهم معنى الاستشارة , فالمستشار لا يعالج المشكلة , وغنما يقترح حلولا جديدة تساعد صاحب المشكلة على رؤية صحيحة ,وبالتالي يحسن التفكير فيها .
وهناك كثير من المؤسسات النفسية والاجتماعية التي تقدم الإرشاد الأسري , كما أن هناك جهوداً فردية موجودة في الساحة , ولكن من المهم أن يكون المستشار على قدر من الخبرة والدراية النفسية والاجتماعية والشرعية بالإضافة إلى فهم الواقع والتعامل معها .
(7) أربح أنا وتربح أنت :
لقد أعجبتني طريقة لحل الخلافات قرأتها في ثلاث كتب , الأول كتاب ( إرادة العقل ) مترجم ( للدكتور جيلان تبلر وتوني هوب , والثاني كتاب ( العادات السبع للقادة الإداريين ) مترجم ( لستيفن كوفي ) , والكتاب الثالث ( التربية والتجديد وتنمية الفاعلية عند المسلم المعاصر ) لدكتور ماجد عرسان الكيلاني .
وملخص الطريقة هي أنه عند حدوث أي خلاف بين طرفين – وطالما تكون في أحد الاحتمالات التالي :
اربح أنا وتربح أنت , وتخسر أنت ,اخسر أنا , تربح أنت ونخسر جميعاً ,أو نربح جميعاً .
ونحن نفضل عند الخلاف الزوجي أن يربح لاثنين معاً .
فالقاعدة العامة والتي نرجوها دائماً بين الزوجين هي أن يربح الاثنان معاً , فلو أرادت الزوجة سجادا أحمر والزوج لونه أخضر , فيمكنهما أن يوفقها بين الرأيين عند التعارض بين الرغبتين ، حتى يصلا إلى منهج الربح للاثنين معاً ..
(9) الضغط الاجتماعي :
إن الضغط الاجتماعي يعتبر من الوسائل التي تساهم في علاج المشكلة الأسرية أو الزوجية وخصوصاً إذا كان الإنسان يراعي شعور الآخرين ويقدرها , ويحرص على الحفاظ علي سمعته , وأحيانا يخاف الزوج من أن تفشي زوجته سره أمام عائلته أو أصدقائه فيراعيها ويقدرها خوفاً من الضغط الاجتماعي للحفاظ على سمعته , وكذلك مر بي عدة قضايا استخدم فيها الأزواج هذا الأسلوب , وإن كان عند النساء أكثر ..
ويحضرني في هذا الموقف رواية في عهد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في إذا جار لجاره , وأن الأخير أستخدم هذا النوع من العلاج وعالج المشكلة .
وقد ذكر لنا ذلك لنا أبو هريرة عندما قال ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره , فقال له : اذهب فاصبر , فأتاه مرتين أو ثلاثة , فقال : اذهب فأطرح متاعك في الطريق ففعل : فجعل الناس يمرون ويسألونه , فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه , وبعضهم يدعو عليه ,فجاء إليه جاره فقال : ارجع فانك لم ترى مني شيئاً تكرهه .
(10) العلاج القرآني :
لقد تطرق القرآن الكريم لخلاف الزوجي وبين لنا كيفية التعامل معه ,ولكني لم أوسع في العلاج القرآني بسبب كثرة الكتب والمراجع في هذا الباب , سواء كانت كتب التفسير للآيات القرآنية أو كتب حديثة تستند إلى الكتاب والسنة .
نعود مرة أخرى إلى العنوان ( العلاج القرآني ) ونقول بأن الله تعالى بين لنا كيفية التعامل مع الزوج إن كان ناشزاً , أو الزوجة إن كانت ناشزة في الآيتين الكريمتين .
نشوز الزوج :
قال الله تعالى : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير } النساء /128.
نشوز الزوجة :
قال الله تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع , واضربوهن , فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً } النساء/34.
يتبين لنا من الآيتين السابقتين العلاج القرآني لزوج الناشز من خلال الصلح , ولم يذكر تفاصيل الصلح ليدفع الزوجة إلى الابتكار والتجديد في احتواء الخلافات الزوجية , وأما بالنسبة لنشوز الزوجة ففصل فيه , وبأ بالوعظ والإرشاد لإصلاح المشكلة وعلاجها , ويمكن للقارئ ,أن يبحث عن تفاصيل الآيتين في كتب التفسير والمراجع المتوفرة في المكتبات .
( فالإسلام لا ينتظر حتى يقع الشقاق قلما يثمر .. وما لم يتدارك الأمر منذ البداية فسيئول إلى زعزعة الكيان الأسري زعزعة لا يصلح مها استمرار حياة هنيئة مطمئنة لأعضاء هذه الوحدة الاجتماعية .
لأنه قد تكون هناك أشياء يخجل الزوجان من إطلاع الغرباء عليها , ولكن الحكمين اللذين من أهلها أشد حرصا من غيرهما على مصلحة الأسرة ..
وأقوى رغبة في استمرار علاقة الزوجين .. وأكثر ائتماناً على أسرارهم , لأن في إفشائها مساساً بهما , بقدر ما فيها من مساس بالزوجين , ويقوم الحكمان بدراسة الأحوال ،واستقصاء خلفيات النزاع , ولا يدخران وسعاً في إزالة أسباب المتاعب والخلاف إن يريد إصلاحاً يوفق الله بينهما ،
فالقرآن الكريم عالج المشاكل الزوجية وقاية وعلاجاً.

( من كتاب المشاكل الزوجية – فوائدها وفن احتوائها )