الموضوع
:
وبقى الحنين إلى بيت « الشّعر»..
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
1
]
2011-06-27, 4:48 AM
تيييم
اشتراك ذهبي لمدة سنة ( هدية من الموقع )
رقم العضوية : 140648
تاريخ التسجيل : 2 - 2 - 2011
عدد المشاركات : 1,827
غير متواجد
وبقى الحنين إلى بيت « الشّعر»..
الصحراء والبدو وبيت «الشّعر» حالة متلازمة تؤصل الارتباط
والحنين
و
الانسان دائما نتاج بيئته ،
، وتظل هذه البيئة بما فيها من مظاهر
و أنماط عيش
هاجسآ يسكن الكائن البشري فيحن
إلى مرابع لهو الصبا ، ورائحة الأمكنة ، وقد حدث ذلك مع ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان ، فرغم الترف الذي كانت تعيشه في قصرها المشرف على غوطة دمشق ورياضها ومياهها العذبة وما توحيه هذه العناصر الطبيعية من ترف وهدوء نفسي وروحي ، إلا أن ميسون لم تستطع التعايش أو المصالحة مع كل هذه المظاهر فقد دخل عليها معاوية يوما فسمعها تترنم في خدرها فأنصت إليها فإذا هي تقول
:
لبيت تخفق
الأرواح فيه أحب إليّ من قصرمنيف
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس
الشفوف
وكلب ينبح
الضيفان دوني أحب إليّ من قط ألوف
وأكل كسيرة في كسر بيتي أحب إليّ من أكل
الرغيف
وأصوات
الرياح بكل فج أحب إليّ من نقر الدفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى إليّ نفسي من العيش الظريف
فما أبغي سوى وطني
بديلاُ فحسبي ذاك من وطني شريف
هكذا باحت السيدة ميسون بهواجسها ، وأخرجت
معاناتها مع حياة لم تألفها ، ولم تتعود عليها رغم ما فيها من رغد العيش ، ونعومة الملبس ، وتوفر كل الامكانات الحضارية ، وكان رفضها الذي يذكيه الحنين إلى حياة البدو وبيت الشعر
ولعل الرمز الحقيقي للبادية هو بيت الشعر ،
وقد تكرر في أدبياتهم ، وتغنى به شعرهم . فماهو بيت الشعر ، كيف يصنع ، وما رمزيته
بيت شعر يراه ساكنه أروع من
قصر
سقى الله ليال ماضيه قبل هدم السور نحفر
العدود ونشرب الما من الشنه
بيوت الشعر من أهم الوسائل التي صنعها البدو
لانفسهم بطريقة تقنية وتقليدية، وتتميزبمقاومتها وتحملها لظروف البيئة الصحراوية المتقلبة وخفتها في عملية التنقل وسهولة صيانتها، ويمكن للمرأة البدوية إصلاح البيوت المصنوعة من الشعر دون الحاجة إلى من يساعدها في القيام بهذه المهمة
.
تقسيمه وتكوينه
بيت الشعر من
الداخل مقسما تقسيما خاصا في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد ويكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه ، وبذلك تمنع تتسرب المياه إلى الداخل
.
أنواع البيوت وتقسيماته:ا
بيوت الشعر أنواع
وهي على النحو التالي
:
بيت
: ويحتوي على عمود واحد في منتصف البيت وهو صغير
.
وآخر
: ويحوي على
عمودين في منتصف البيت
.
مثولث
: ويحوي ثلاث أعمدة وسط بيت الشعر وهكذا مروبع،
ومخو
مس
، ومسودس،
ومسوبع، ومثومن، ومتوسع، فكلما زاد عدد الأعمدة في بيت الشعر كبر حجمه
.
أما فيما يتعلق
بأقسام"بيت الشعر"من الداخل فهي كالتالي
:
"الربعة
" وهي مفتوحة دائماً وأكبر قسم في بيت الشعر ويجلس فيها الضيوف والرجال.
"المحرم
" وهذا القسم مخصص لجلوس النساء وهو مغلق من كل "الجهات" ويترك باب صغير للمرور منه
.
كما تغنى بعض
الشعراء الشعبيين في قصائدهم بتلك الحياة وبيوت الشعر، وخلدوا تفاصيل هذه الحياة وأنماطها من أجل ذاكرة الأجيال ليكونوا على إرتباط وثيق بحياة هذه الصحراء ، وما فيها من صعوبات وقسوة ، وما مر بها من سنوات كان فيها الشح والجوع ، وكانت فيها الرجاءات والانتظار لغيمة تتكون ، أو سحابة يمكن أن تروي بعض العطش
.
وقد كان للشاعر
مقبول بن السندي رحمه الله تصوير جيد عندما قال
:
الله على ما اسكن ببيتٍ له أطناب
تلعب به الارياح ما
صِك بابه
ما فيه
ثلاجه ولا فيه دولاب
تلقاه في جوٍ تطارد سرابه
ويذكرنا هذا التصوير ببيت للشاعرة بخّوت
المريه رحمها الله
.
وجودي على بيت الشعرعقب بيت الطين وجودي على شوف المغاتير منثرّه
وجودي على خوّة هل
الموتر المقفين وجودي على شوف السهل من ورى الحرّه
اليا حلوّا العربان وصاروا على بيتين ومن
كان له خلٍ معَ ذاك ما غرّه.
التعديل الأخير تم بواسطة تيييم ; 2011-06-27 الساعة
5:59 AM
.
توقيع
تيييم
لاداعي للخوف من صوت الرصاص.. فالرصاصه التي تقتلك لن تسمع صوتها..!!
[/B]
اقتباس
تيييم
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها تيييم