أنا لم أزن بها وهي حامل !!
اتصلت وهي تكفكف ماتبقى من دموع في مآقيها , فقد استنزفت الأيام التي مضت والتي كانت تراها تمر مر السنين صحتها وراحة نفسها , كانت تتمنى الموت زائراً لها على عجل علها بذلك تتخلص من الهموم والآلام التي تعتصر قلبها بعد الخطيئة التي دفعت ثمنها عاجلاً , لقد فقدت الإحساس بطعم الحياة بل بالحياة كلها , فهي في بكاء ليل نهار , تصف حياتها بأنها جحيم لا يطاق ولو أن الله قد حرم قتل النفس لفعلت ذلك لتنهي الألم والحسرة التي في كل لحظة تتجرعه , لا أم فتشكي لها , وتضع رأسها على صدرها الحنون فتضع معه الهموم والأحزان , ولا أب يكون السند والعون , فهم أحياء ولكنهم أموات !
فأين أمي التي تشعر بحركاتي وسكناتي ؟
أين أمي التي تسألني : أي بنية مابالك ؟
أين أمي التي تأخذ بيدي فإذا الذي بقلبي ينسل إلى قلبها كما ينسل الماء من فيء السقاء ؟
وأين أمي التي تحووووووول بيني وبين السقوووووووط في الهاوية ؟
أين أنت ياأماااه , لقد تأخرت كثيراً
وأين أبي راعي الرعية ورب الأسرة , ولماذا في هذا الزمان الكل تنازل عن وظيفته وترك الرعية دونما مطية ؟
الهذه الدرجة كااااااانت المسؤوليات يصعب القيام بها فأصبح الكل يرمي بها عن عاتقه للغير وأصبحت الأسرة قاب قوسين أو أدنى من الأنهيار !
لا أريد الإطالة أخوتي وأخواااااتي فالأمر أعظم مما نتوقع , فالمصاب جلل , ونحن غاااااافلون . فهذه الفتاة تبحث عمن يخلصها مما تمر به , في ظل غياااااااااب الأم والأب فهم على عظم المصيبة لازالوا في سبااااااااات عميق , وقد يطووووووول رقادهم ,
هذه الفتاة حملت ممن أغواها بكلامه المعسول , ممن رسم لها حباً أجزم أنه لم يخلق في عالمنا المعروف وهي ذاك الحمل المسكين الذي صدق الذئب على الرغم من أنه يسمع عوائه , ولقد وقع الفأس بالرأس وهي حامل وفي شهرها الخامس والأهل أين هم ؟؟
أما ذلك الذئب فما كان جوابه بعد توسلاتها إلا أن قال لها : عندما تضعين مولودك أخبريني إن كان ولداً أو بنتاً ؟؟؟!
وذهبت توسلاتها أدراج الريح , لم تيأس علها تستطيع التأثير عليه وكسب عطفه وشفقته فوسطت زميلة لها , وذكرته هذه الزميلة بالله وانه لابد وأن يلملم هذا الموضوع قبل أن يتطور ويعلم الكل , فجاء جوابه كالصاعقة ,
أنا لم أزني بها ؟؟ أنا لا أعرفها أصلاً ؟؟
وأنا هنا لست بصدد التحدث عن هذه المشكلة فلقد وقعت الكارثة وقضي الأمر ,
إنما أنا هنا لنضع العلاج , لا ليس العلاج بل الوقاية , فالوقاية خير من العلاج
ولقد وضعت بين أيديكم أنموذجاً حياً كان ثمناً للتفريط , سواء من الأم أو الأب والعائل بشكل عام كائن من كان .
وليعلم الأباء والأمهات , أن في أعناقهم أمانة عظيمة هم أمام الله غداً مسؤؤلون عنها .
و أوجه نداءً حاراً تزفه حسرااااااات قلبي المكلوم على الحال الذي وصلت إليه بنااااااااات اليوم , وأصبح الحب المزيف هو ضااالتهن المنشودة , تضيع أوقاتهن هدراً في اللهث وراء تحصيلة , أوجه ندائي إلى : تلك الفتاة فأقول لها إن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين فعي ماأقوله , ودعي عنك داعي الهوى فلن تجني من وراءه سوى الحسرة والألم , أخيتي أقبلي على الله , وانطرحي بين يديه , أسأليه الثبات على الحق , اٍسأليه الهداية , وقبل ذلك التمسي الأسباب .
وندائي الأخر فإنه موجه لأخواتنا الداعياااااات بأن يسرعن الخطى لنجدة هؤلاء الفتيااااااااات فهن والله في أشد الحاجة لكلمة صادقة تخرج من القلب فإذا خرجت لامست شغاف قلوبهن , وكانت لهن كالمصباح الذي ينير ظلماء الليل , وأنا لا أنكر الجهوود المبذوولة من قبلكن وأعلم بأن هناك مسؤوليات ملقاة على عاتقكن , ولكن من لهؤلاء الفتيااااااات بعد أن غاب عنهن الموجه , والناصح الأمين , والقلب الرحيم .
أدعوا لأختكم فهي في هم وضيق عظيم بين خوف الفضيحة والعار والخوف من بطش الجبار بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
أم عبدالوهاب