هل جربت يومآ ان تساعد رجل كبيرفي حملٍ يُثقل يديه
أو تساهم في إيجاد شئ مفقودآ لمن يلتمس كل الطرق بحثآ عنه ثم لايجده
هل جربت أن تعود مريضآ ، وتطمئن عليه وأنت تعلم تمامآ مدى حاجته النفسيه لأن يكون محاطآ بالأخرين
أسأل نفسك هل شاركت يومآ في عزاء لميت فكنت يومآ عونآ على جبر كسر قلوبهم مواساةً وتصبيراً،
كل تلك . الصغيره أداءً والكبيرة بذلاً وعطاءً صور للبر لاتكلفك جهدآ كبيرآ يذكر ولربما لا تستنفذ من وقتك دقائق عابرة لكنها تقع في نفس متلقيها أيما وقع، لاسيما أن يكون مقدمها متزامنآ مع حاجة حقيقيه وقتها فتكون سببآ في إدخال السعاده على قلب مسلم وذاك من أعظم الأعمال أجرآ عند الله
ولو تأملت قليلآ في معاني العطاء لوجدته مستقى منذ الأزل
بدءآ بموسى عليه السلام حين خاطبه ربه تبارك وتعالى للنهوض بدعوته فلم يبعثه وحيدآ وإنما أردفها بـ( سنشد عضدك بأخيك ) وما عزز ورقه بن نوفل النبي صلى الله عليه وسلم في أمر رسالته بادئ الدعوه حين بدأ غريبآ متدثرآ بالرهبة فقال : " وإن يدركني يومك أنصرك نصرآ مؤزرآ"..
أعمال صغيرة تقدم لأناس بسيطين ...تسرق قلوبهم بمعنى العطاء
ولا يستطيعها إلا ألو التمكين..
لذا كان موقف ذي القرنين جليآ واضحآ حين مكن الله له الوسائل والأسباب فسخرها لأعانة الضعفاء ... وما أصلته تلك الوصيه النبويه في نفوس المسلمين حين آخى الرسول عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار ليزرع في نفوسهم مفهوم المعاونة والمؤازرة الذي لا يأتي الا بثمار المحبة والترابط
ومعاني البر شتى .. واسعة ومتشعبه كشجرة مثمرة لاترجو منا إلا قطافاً حسناً ، وإن بدت جهودآ ضئيلة في ميزاننا البشري إلا أنها لبنات لبناء يتكامل كل بذل .. وكل بر وعطاء ومفهوم لصدقة يتبعها أجور تتلاحق من حيث لانحتسب
( ثم لايتبعون ماأنفقوا منآ ولا أذى)
وهنا تكون نهاية الوصية .. فلا ربح لعمل يذكره صاحبه ويتغنى فيه
أو يعاود ذكره على من أسداه إليه ..
إنها حقيقة أن نصنع وننسى لتحقق لنا ( لهم أجرهم عند ربهم )
كاملة دون نقصان أو خدش .. وثمة من يُكافئ .. ويزيدنا رفعه بها وإن غلف أعمالنا الستر .. فالبر لايبلى