وجاء بالنفي في موضع: ]وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً[ (آل عمران:199) وهو إخبار ومدح لفئة من أهل الكتاب المؤمنين بمحمد e الذين من صفاتهم أنهم لا يأخذون ثمنا قليلا مقابل آيات الله.
وجاء بالنهي في موضعين، أولهما: ]وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً[ (البقرة:41و المائدة:44) وثانيهما: ]وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً[ (النحل:95).
ومن الملاحظ أن "باء البدل" هنا دخلت على المتروك دون المأخوذ، أي دخلت على المادة المباعة المتروكة لا على المادة المأخوذة، وذلك موافق لأصل اللغة، خلافا لباء البدل مع الفعل "شرى". فدخلت على كلمة "الهدى" المتروك في قوله تعالى:]أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ[ (البقرة:16) وكذا دخلت على كلمة "الآخرة" المتروكة في قوله تعالى: ]أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ[ (البقرة:86)وكذا على الإيمان في قوله تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالأِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً[(آل عمران:177) وكذا على الآيات في قوله تعالى: ]اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً[(التوبة:9).
الخلاصة
لا ترادف بين فعلي "شرى و اشترى" في لغة التنزيل؛ إذ تبين بعد الاستقصاء أنهما متعاكستان، ويمكن تلخيص الدراسة بما يلي:
أولاً: "شَرَى" جاءت في القرآن الكريم بمعنى: بـاع. أي بذل السلعة ليأخذ مقابلها الثمن.
ثانياً: "اشْتَرَى" جاءت في القرآن الكريم بالمعنى المتداول عند الناس وهو: أخذ السلعة أو المادة المشتراة و دفع ثمنها وقيمتها.
ثالثاً: تدخل "باء البدل" على المادة المشتراة إذا كان الفعل في الجملة "شَرَى".
رابعاً: تدخل "باء البدل" على المادة المَبيعة المتروكة إذا كان الفعل في الجملة "اشْتَرَى".