عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-06-14, 7:18 AM
ام ادريس
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 144200
تاريخ التسجيل : 28 - 3 - 2011
عدد المشاركات : 6,656

غير متواجد
 
افتراضي الفرق بين شَرَى و اشْتَرَى في التعبير القرآني
بقلم : الدكتور أنس العمايرة



(شَرَى و اشْتَرَى) كلمتان قرآنيتان متفقتان في الجذر اللغوي: (شري)، كثير من أصحاب المعاجم ساوى بين الصيغتين كابن فارس في المقاييس ، وابن منظور في اللسان إذ يقول: (شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ واشْتَراهُ: باعَه، قال الله تعالى: ]وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ
بَخْسٍ[ (يوسف:20)).
وكذا الفيروزآبادي إذ يقول: (شَراهُ يَشْرِيه: مَلَكَه بالبيع، وباعَهُ كاشْتَرَى ...... وكلُّ مَنْ تَرَكَ شيئاً وتَمَسَّكَ بغيرِهِ فقَدِ اشْتَراهُ ومنه: ]اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بالهُدَى )
وإلى ذلك ذهب الرازي ، والفيومي ، وهو مذهب الجوهري وأبي البقاء إذ يقول: (كل من ترك شيئا وتمسك بغيره فقد اشتراه) , ويوضح ذلك الفيومي فيقول: (وإنما ساغ أن يكون الشراء من الأضداد لأن المتبايعين تبايعا الثمن و المثمن، فكلّ من العوضين مبيع من جانب و مشري من جانب)
وإلى ذلك ذهب بعض المفسرين كالبغوي الذي يرى أن كلتيهما تؤديان نفس المعنى فيقول: (]فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ[ (النساء:74) قيل: نزلت في المنافقين. ومعنى يشرون أي: يشترون), وإلى ذلك ذهب القرطبي, و الشوكاني .
إلا أن بينهما تضاداً في المعنى في لغة القرآن كما سيتضح لك ذلك بعد قليل.
حول الأصل اللغوي
الكلمتان يجمعهما الأصوات الثلاثة: (ش ر ي) وهي دالة في أصل اللغة على: البيع والشراء مُمَاثَلةً، وفي ذلك يقول ابن فارس: (الشين والراء والحرف المعتل أصول ثلاثة: أحدهما يدل على: تعارض من الاثنين في أمرين أخذاً وإعطاءً مُمَاثَلةً، والآخر: نبتٌ، والثالث: هَيْجٌ في الشيء وعلُوّ.
فالأول قولهم: شَرَيتُ الشيء واشتريتُه: إذا أخذته من صاحبه بثمنه. وربما قالوا: شريتُ: إذا بعتَ، قال الله تعالى: ]وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ[ (يوسف:20) ومما يدل على المماثلة قولهم: هذا شَرْوَى هذا، أي: مِثْلُه. وفُلاَنٌ شَروَى فلانٍ ........)
يقول شهاب الدين الهائم المصري (]اشتروا الضلالة بالهدى[ استبدلوا. وأصل هذا أن من اشترى شيئا بشيء فقد استبدل منه.
واشتقاق الاشتراء من: الشروى، وهو: الميل؛ لأن المشترى يعطى شيئا ويأخذ شيئا. والاشتراء: أخذ الشيء الثَمِن عِوَضَاً، وهو الابتياع، والشراء: البيع، يمد ويقصر. ومنه: ]وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ[ (يوسف:20) ويستعمل للابتياع، كما يستعمل الاشتراء للبيع أيضا، والباء تدخل على المتروك)
قال الراغب: (الشراء والبيع متلازمان، فالمشترى دافع الثَّمَن وآخذ المُثْمَنِ، والبائع دافع المُثْمَنِ وآخذا الثَّمَن، هذا إذا كانت المُبايعة والمُشَارَاةُ بِنَاضٍّ وسِلْعَةٍ. فأما إذا كان بيع سلعة بسلعة صح أن يُتَصَورَ كلُ واحد منهما مُشتريا وبائعا؛ ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر ........... ويجوز الشراء والاشتراء في كل ما يَحْصُلُ به شئٌ نحو: ]إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ[(آل عمران:77) ..... )


توقيع ام ادريس
••• خريطة متحركة لشرح مناسك الحج فقط ضع اصبعك على المكان الذي تريد معرفة شرحه http://t.co/0FGZ0C0O ساهم بنشرها لينتفع بها كل مسلم يريد الحج •••