الموضوع: [ القلب ]
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2011-06-12, 11:33 PM
القلب الحنــون
عضو مشارك
رقم العضوية : 145139
تاريخ التسجيل : 9 - 4 - 2011
عدد المشاركات : 129

غير متواجد
 
افتراضي




فقد بيَّن أن مثلَ ما بعثه الله به من الهدى والعلم مثل الغيث الذي تشربه الأرض، فتُخرِج فنون الثمرات، وتمسكه أرض لتنتفع به الناس، وأرضٌ ثالثة لا تنتفع بشربه ولا تمسكه لغيرها.. فتبين أن القلوب تشرب ما يُنزله الله من الإيمان والقرآن، وذلك شراب لها، كما أن المطر شراب للأرض، والأرض تَعطَش وتَروَى، كذلك القلب يعطش إلى ما ينزله الله ويَروى به. وهو سبحانه الذي يطعمه هذا الشراب، وهو سبحانه لا يطعمه أحد شيئًا، بل هو الذي يُعلِّم ولا يتعلم من غيرِه شيئًا.
وفي مناجاة داود: إني ظَمِئْتُ إلى ذكرك كما تَظمأُ الإبلُ إلى الماء، أو نحو هذا، لبعد الإبل عن الماء وشدة عطشها إليه.


وفي مراسلة يحيى بن معاذ لأبي يزيد لما ذكر أن من الناس من شرب براري قال أبو يزيد: لكن آخر قد سقوه بحور السماوات والأرض، وقد أدلعَ لسانَه من العطش، يقول: هل من مزيد، أو ما يشبه هذا..

وقد قال القائل:



شربتُ الحبَّ كأسًا بعد كأسٍ
فما فَنِيَ الشرابُ وما رَوِيْتُ



ويقال: فلان ريّان من العلم، ويقال: هذا الكلام يَشفِي العليل ويُروِي الغليل، وهذا الكلام لا يَشفِي العليل ولا يُروِي الغليل .. وفي حديث مكحول المرسل: "من أخلصَ لله أربعين يومًا تفجرت ينابيعُ الحكمة من قلبه على لسانه".

وقال ابن مسعود لأصحابه : " كونوا ينابيع العلم، مصابيحَ الحكمة، أحلاسَ البيوت، سُرُجَ الليل، جُددَ القلوب، أخلاقَ الثياب، تُعْرَفون في السماء وتخفون على أهل الأرض"..


هناك المزيد من الزاد المفيد ..



</I>