الموضوع: [ القلب ]
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-06-11, 11:34 PM
القلب الحنــون
عضو مشارك
رقم العضوية : 145139
تاريخ التسجيل : 9 - 4 - 2011
عدد المشاركات : 129

غير متواجد
 
افتراضي [ القلب ]



طعام القلب وشرابه



لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


( كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره )

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [سورة الأنعام: 14]

﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ ﴾ يتناول إطعامَ الأجساد ما تأكل وتشرب، وإطعامَ القلوب والأرواح ما تغتذي به وتتقوَّتُ به من العلم والإيمان والمعرفة والذكر، وأنواع ذلك مما هو قوتٌ للقلوب، فإنه هو الذي يُقِيتُ القلوبَ بهذه الأغذية، وهو في نفسه عالمٌ لم يُعلِّمْه أحدٌ ، هادٍ لم يَهدِه أحد، متصف بجميع صفات الكمال، قيوم لا يزول، ولا يُعطيه غيرُه شيئا من ذلك.


بيان ذلك ما في الصحاح

من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما نهاهم عن الوِصال قالوا: إنك تُواصِل، قال: « إني لست كأحدكم، إني أَبِيتُ » - ورُوي: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر ، ففعل بعض أصحابه ، فنهاه ، فقال : يارسول الله ، إنك تفعل ذلك . قال : لستم مثلي ، إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني . الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو الرقم: 2072
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط البخاري

». وأظهر القولين عند العلماء أن مرادَه ما يُطعِمه ويَسقِيه في باطنه، من غير أن يكون أكلاً وشربًا في الفم ..

وقد وَصفَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالطعم والذوق والوجد والحلاوة ما في القلوب من الإيمان، فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن العباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: « ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بمحمد رسولا الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3425
خلاصة حكم المحدث: صحيح

». فهذا ذائق طَعْمَ الإيمان، وهو ذوق بباطن قلبه، يَظهر أثرُه إلى سائر بدنِه، ليس هو ذوقًا لشيء يَدخلُ من الفم، وإن كان ذوقًا لشيء يدخل من الأذن .. ولهذا يقال: البهائمُ تَسْمَنُ من أقواتِها، والآدمي يَسمن من أذنه..

وفي الصحيحين عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: « ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان وقال بندار حلاوة الإيمان من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3274
خلاصة حكم المحدث: صحيح

»..


فأخبر أن من كانت فيه هذه الثلاث وَجَدَ حلاوةَ الإيمان، والحلاوة ضدُّ المرارة، وكلاهما من أنواع الطعوم. فبيَّن أنّ الإنسان يجد بقلبه حلاوة الإيمان ويذوق طَعْمَ الإيمان، والله سبحانه هو الذي يُذِيقه طَعْمَ الإيمان، وهو الذي يجعلُه واجدًا لهذه الحلاوة. فالمؤمنون يذوقون هذا الطعم، ويجدون هذا الوجد، وفي ذلك من اللذة والسرور والبهجة ما هو أعظم من لذة أكل البدن وشربه..


هناك المزيد من الزاد المفيد ..






</I>
التعديل الأخير تم بواسطة البارقه 2009 ; 2011-06-18 الساعة 2:10 AM. سبب آخر: توثيق الاحاديث بارك الله فيك