عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-06-03, 6:17 PM
رؤى عابرة
عضو نشط
رقم العضوية : 96113
تاريخ التسجيل : 13 - 12 - 2009
عدد المشاركات : 212

غير متواجد
 
افتراضي (القاهر القهار ) سبحانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاهر، القهار
و قد ورد القهار في ستة مواضع من القرآن ،و ورد القاهر في موضعين من القرآن كلاهما في سورة الأنعام ،وهما قوله تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }[الأنعام : 18]،وقوله تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً .......} [الأنعام : 61]
والقهار صيغة مبالغة من القاهر ومعناهما : الذي قهر جميع الكائنات و ذلت له جميع المخلوقات ،ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي ،فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ،وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون ،لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ولا خيرًا ولا شرًا .وكونه تبارك وتعالى قهارا مستلزما لكمال حياته وكمال عزته وكمال قدرته .
وقد أتى اسم الله (القهار )في جميع مواضع وروده مضموما إلى اسمي (الله والواحد).
وهذا يُعد شاهدًا من شواهد وحدانيته ،ودليلا من دلائل تفرده بالألوهية ،وبطلان الشرك واتخاذ الأنداد.
منها قوله تعالى :{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }[الرعد : 16].
قال ابن سعدي-رحمه الله –في تفسير هذه الآية مبينًا وجه دلالة اسم الله القاهر على بطلان الشرك : (فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده ، فالمخلوقات كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره ،ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه ،حتى ينتهي القهر للواحد القهار،فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده ،فتبين بالدليل العقلي القاهر ،أن ما يُدعى من دون الله ليس له شيء من خلق المخلوقات ،وبذلك كانت عبادته باطلة ).
وبهذا التقرير يتبين التلازم بين التوحيد والإيمان باسم الله القهار، وأن من لازم الإقرار بتفرده بالقهر أن يُفرد وحده بالعبادة ،وبه يعلم فساد الشرك؛ إذ كيف يُسوى المصنوع من التراب برب الأرباب؟!
وكيف تُسوى المخلوقات المقهورة بالله الواحد القهار ؟! تعالى الله عما يشركون وسبحان الله عما يصفون .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر .


توقيع رؤى عابرة
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين