الموضوع
:
عاشورا بين البدعة والاقتداء
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
2
]
2007-01-13, 12:08 AM
رفيعــة الشــأن
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 13652
تاريخ التسجيل : 4 - 6 - 2006
عدد المشاركات : 2,197
غير متواجد
وإذا نظرنــا في أفعال الناس في عاشوراء سواء ماكان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب رأينا أنها على صور عدة :
( أ )
ما كان في بـــــاب العبادات :
حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء ، وزيارة القبور فيه ، والصدقة وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في عاشوراء ، وقراءة سورة فيها ذكر موسى عليه السلام فجر يوم عاشوراء .
فهذه ونحوها وقعت فيها المخالفة في
سبب العمل
وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشرع بهذه الأعمال ، ولو أراده لحث عليه كما حث على الصيام فيه ، فيمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني وإن كانت أعمالا مشروعة في أصلها .
ولأن باب البدع لا يقف عند حد فإن البدع في العبادات قد تنال كيفية العبادة ، فقد اختلقوا حديثا موضوعا مكذوبــا في صلاة أربع ركعات ليلة عاشوراء ويومها يقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) إحدى وخمسين مرة وكالمنكرات المصاحبة لزيارة القبور غيرها من البدع .
( ب )
ما كان في باب العادات :
التي تمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد ومن ذلك :
الإغتسال والإكتحال واستعمال البخور ، والتوسع في المآكل والمشارب وطبخ الطعام المخصوص ، والذبح لأجل اللحم وإظهار البهجة والسرور وعادات أخرى لا تخلو من منكرات قبيحة .
أما ما روي من أحاديث في فضل التوسعة على العيال في عاشوراء فإن طرقها ضعيفة .
أما الإغتسال والإكتحال فلم يثبت منه شيء .
وأشار ابن تيمية رحمه الله إلى ما روي من أحاديث في فضل عاشوراء قال :
[
وكل هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه
]
وبهذا نعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل
غير الصيام
وهذا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكم فات أولئــــك المنشغلين بتلك البدع من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته
وأخيـــــــــــــرا
وقفات وفوائـــــــد
( 1 )
مخالفة أهل الكتاب من أعظم مقاصد الشريعة :
ومن أبرز مظاهر تحقيق الولاء من الكافرين الذي لا يتم الإيمان إلا به وقد شدد الشرع على المتشبهين بهم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( من تشبه بقوم فهو منهم ))
وفي ترك إفراد عاشوراء بالصوم درس عظيم فإنه مع فضل صوم ذلك اليوم وحث النبي صلى الله عليه وسلم على صومه وكونه كفارة سنة ماضية إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة اليهود وعزم على ضم التاسع إليه ، فإذا كنا قد أمرنا أن نخالفهم في صوم عاشوراء مع أنه مشروع في الشريعتين أو أنه مشروع لنا وهم يفعلونه ، فكيف بما سوى ذلك من المباح أو المحرم وما كان من شعائر دينهم !!!!!
( 2 )
حقيقة الإنتمــــــاء :
علل اليهود صيامهم عاشوراء بمتابعتهم موسى عليه السلام حين صامه شكرا لله عزوجل على إنجائه من فرعون .
وهنا أمران :
أولهما :
هل يكفي صيامهم عاشوراء برهانــــا للمتابعة وسببا للأولوية بموسى عليه الصلاة والسلام ؟؟
ثانيهما :
هل وقع لهم ما أرادوا من موافقة عاشر المحرم فعلا ؟؟
جواب الأول :
لا يكفي صومهم عاشوراء أن يكون دليلا لكونهم أولى بموسى عليه السلام أبدا ، إذ الحكم في ذلك بحسب تمام المتابعة والإلتزام للمنهج قال الله تعالى :
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه أولى بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام منهم كما قال صلى الله عليه وسلم
(( نحن أحق وأولى بموسى منكم ))
وهكذا تتوحد المشاعر ، وترتبط القلوب مع طول العهد الزماني ، والتباعد المكاني ، فيكون المؤمنون حزبــــاً واحداً هو
حزبُ الله عزوجل
فهم أمة واحدة من وراء الأجيال والقرون والمكان والأوطان ، لا يحول دون الإنتماء إليها أصل الإنسان أو لونه أو لغته أو طبقته ، إنما هو شرطٌ واحد لا يتبدل وهو
( تحقيق الإيمان )
ولذا استحقت هذه الأمة ولايـــــة موسى عليه السلام دون اليهود المغضوب عليهم
أما جواب الثاني :
وهو هل وافقوا صيام عاشوراء فعلا ؟!
ذكر بعض أهل العلم أن حساب اليهود كان بالسنة الشمسية والمحرم شهرٌ هلالي لا شمسي وهذا يوقع الشك في إصابة اليهود يوم عاشوراء .
أما المسلمون فحسابهم بالأشهر الهلالية فأصابوا تعيين عاشوراء وإذا ظهر خطأ اليهود تبينت أولوية المسلمين من هذا الوجه أيضا .
( 3 )
عبادة الله أبلغ الشكر :
كانت نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون منةً كبرى أعقبها موسى بصيام ذلك اليوم فكان بذلك وغيره من العبادات شاكراً لله تعالى إذ العمل الصالح شكرٌ لله كبير قال تعالى :
(( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))
وأساس الشكر مبنيٌ على خمس قواعد :
*
الخضوع للمنعم
*
وحبه
*
والإعتراف بنعمته
*
والثناء عليه
*
وألا تصرف النعمة فيما يكرهه المنعم
ويجب التنبه إلى أن أمر العبادة قائم على الإتباع فلا يجوز إحداث عبادات لم تشرع
كما لا يجوز تخصيص عاشوراء ولا غيره من الأزمان الفاضلة بعبادات لم ينص عليها الشرع
أما الأنبياء فعبادتهم شرعٌ معصوم مبنيٌ على وحي من الله عزوجل إليهم
فلنقتفي آثـــار الأنبياء عليهم السلام ، ولنجتهد في تطبيق السنة
وهذا هو الشكر بعينــه
( 4 )
في التعويـد على الخير تثبيت عليه :
لقد بلغ بالصحابة رضي الله عنهم الحرص على تعويد صغارهم الصيام حتى أنهم احتالوا في تمرينهم عليه حتى يتموه ، فصنعوا لهم اللعب يتلهون بها عن طلب الطعام كما في حديث الرُبيع بنت معوذ قالت :
[
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة
(( من كان منكم صائمــــا فليتم صومه ، ومن كان مفطرا فليتم بقية يومه ))
فكنا بعد ذلك نصومه ونصِّوم صبياننــا الصغار منهم ونذهب بهم إلى المسجد ونصنع لهم اللعبـة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونـــا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم
]
وذلك لكون تعويد الصغير على الخير مكمن قوة في استقامته عليه في الكبر لأنه يصير هيئة راسخـــة في نفسه يتعسر زعزعتها .
فلنتب إلى الله تعالى في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات
لعل الله أن يتوب علينـــا ويغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
وصلي اللهم وسلم على سيدنـــا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
توقيع
رفيعــة الشــأن
'°¨¨™¤¦شـــــجـــــــرة ابنـــــاء منتديـــات العصــيمي'°¨¨™¤¦
[`~*¤!||!¤*~`][..عــبارات تـرحيبيه بالأعضاء الجــدد..][`~*¤!||!¤*~`]
طريقه وضع الصورة الشخصية والتوقيع والمدينة
~*¤ô§ô¤*~آداب الرؤى وتفسيـر الأحـــلام~*¤ô§ô¤*~
وقفة مع الغث والسمين المنتشر في الشبكة العنكبوتية °° موسوعة شاملة °°
اقتباس
رفيعــة الشــأن
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها رفيعــة الشــأن