بسم الله الرخمن الرحيم
يقول ابن زيدون......
ياساري البرق غاد القصر واسق به ...من كان صرف الهوى والود يسقينا
وكل ذي إحساس ..سيحدوه وفائه للدعاء بظهر الغيب لمن كان هنا ...ثم أمسى هناك
وكما كان الإلتقاء قدرا فإن الفراق قدر حتمي ولاشك..ولايكتمل أمر إلا كان ذلك إيذاناً بزواله
ينبيك عن دنياك ماضي تجاربك....وعزي لعرفك كان علمك قليلي
وصدق الله إذ يقول ( ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه)
وإذا حصل شد وجذب في مشاعرك بين البقاء بحب أو الرحيل بكرامه..فثق أن هناك من سبقك في المعاناة بين اختيارين
أنا ماأقدر أكون إني حبيب في بعض أحوال ...أنا كلي أجي ولا أروح بعزتي كلي
وهكذا فلابد للقلب أن يمضي حازما ولو كان فيه مافيه...
لاتنكرن رحيلي عنك في عجل....فإنني لرحيلي غير مختار
وربما فارق الإنسان مهجتهه....يوم الوغى غير قالٍ خشية العار
وحين تبتسم وأنت تطوي صفحة من حياتك لافرحا ..ولكن يقينا بأن هذه حال الدنيا فكن قويا ..وتغلب على أي شعور بالمرارة
والرجل وإن شطت لياليك سجها....عسى تواليها تبشر بالإفراج
وكما هتف الغريب يوما قائلا
أيها الراكب الميم أرضي ....أقر بعض السلام مني لبعضي
إن جسمي كما علمت بأرض ...وفؤادي ومالكيــــــه بأرض
فلابد أن تعترف بأن جزءا من ذكرياتك لن يمحى وسيظل يلح عليك ..كلما لاح لك نجم وكلما هبت نسيم الصبا
وحين تتأهب للوداع فتفقد قلبك بأي صورة سيغادر ..وقل له
ماقلوب الناس إلا كبقاع ...بعضها معشوشب والبعض قاحل
واذا تلفت وقد فارقت الديار..فابق على العهد روحا وأخلاقا ودعاء
إن تتهمي فتهامة ..وطني....أو تنجدي يكن الهوى نجد
وإذا مضى الزمان ونسي كل خليل خليله فارفع راية العرفان وحفظ المودة ..
جادك الغيث إذا الغيث هما....يازمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما....في الكرى أو خلسة المختلس
شكرا لكم فردا فردا وجزاكم الله خيرا