عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-12-28, 8:16 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي الحياة خارج المجموعة الشمسية
الحياة خارج المجموعة الشمسية بقلم مونية بن صالح

يقول الفيزيائي المعروف ستيفان هاوكين بأنه يجب على البشرية أن تفكر في الرحيل خارج المجموعة الشمسية إذا أرادت أن تستمر في الحياة مستقبلا!!





يقول ستيفان: The human race must move to a planet beyond our Solar System to protect the future of the species فهو يعتقد بأن الجنس البشري مهدد بالانقراض إذا بقي متمركزا بكامله في كوكب واحد لأن الكوارث التي قد تحدث بسبب اصطدام النيازك بكوكبنا يمكنها أن تقضي على كل الكائنات الحية وإذا استطعنا إنشاء مستعمرات بشرية مستقلة في الفضاء الخارجي سيكون مستقبلنا مضمونا.

ولكننا لا نجد في مجموعتنا الشمسية أي كوكب آخر يتوافر فيه الظروف المناسبة للحياة كما هو الحال على كوكبنا الأرض. لذلك يجب أن نذهب إلى كوكب آخر خارج المجموعة الشمسية.

ويضيف قائلاً: يمكننا تقريب سرعة الضوء باستخدام الطاقة المتولدة من تفتيت نوى ذرات المادة ومضاد المادة (annihilation of the matter and antimatter)وهكذا يمكن الوصول إلى أقرب نجم في مدة تصل إلى ست سنوات تقريبا، أما إذا اعتمدنا نظرية النسبية فهذه المدة ستكون أقصر بكثير.

القرآن ينفي هذه المزاعم

الحمد لله على نعمة الإسلام الذي فسر لنا بدقة فائقة كل قوانين هذا الكون في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كيف لا وهو كلام الخالق الذي أتقن كل شيء خلقه.

يقول تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) [طه: 53-55].

وهناك آيات كثيرة تؤكد أن الإنسان نشأ من الأرض وسيعود إليها، كما قال سيدنا نوح مخاطباً قومه، ومذكرهم بآية من آيات الله: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا) [نوح: 17-18].

وهذا يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين الإنسان وبين هذا الكوكب الأرضي، وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يحتوي على نفس العناصر التي تتكون منها التربة، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلّكم لآدم وآدم من تراب).




لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على إمكانية الحياة خارج الأرض، مع أن القرآن أشار إلى وجود كائنات حية في السماوات في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. وهذه الآية تشير إلى أن الإنسان يجب أن يبحث عن مخلوقات أخرى في الكون، ولا يفكر بالحياة خارج الكون.

ثم إن هناك دلائل عديدة تؤكد أن كوكبنا الأرضي ومجموعتنا الشمسية هي المكان الطبيعي الوحيد الصالح للحياة لأنه المكان الوحيد الذي سخر الله فيه كل المخلوقات في خدمة حياة البشر إلى ما شاء الله تعالى. يقول الله عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 32-34].

ويقول تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. فمن أين سيأتوا بكمية المياه الكافية إذا أرادوا الرحيل خارج المجموعة الشمسية؟؟

ولكن الله تعالى بقدرته وبعد أن يميت كل المخلوقات على الأرض سوف يبدل هذه الأرض ليجمعهم من جديد عليها، يقول تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48].

وعندما نتدبر الآيات التي تتحدث عن السماوات والأرض نجد أن الله تعالى يتكلم دائما عن العلاقة بين السماوات والأرض فيذكر السماوات بصيغة الجمع، ولكنه تعالى يتكلم عن الأرض بصيغة المفرد! تأكيدا على أهميتها وبأنه أودع فيها كل الوسائل اللازمة لحياة الإنسان.

العلم والإيمان

إن العلم إذا لم يكن مقترنا بالإيمان يوصل الإنسان إلى المتاهات، فالعلماء الملحدون لا يؤمنون باليوم الآخر، ولذلك يتشبثون بالحياة ويبحثون عن الاستمرار فيها حتى لو اضطروا إلى الرحيل عن كوكبهم! والعجيب أنهم يناقضون أبحاثهم، فقد أثبتت دراستهم للكون بأنه في توسع مستمر وسوف يصل إلى الذروة ثم يتقلص: يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) [الأنبياء: 104-106]. ولذلك فإن المؤمنين هم الذين سيرثون هذه الأرض.

ولكم إذا تقلص الكون يوما ما في المستقبل فما جدوى العثور على كوكب آخر لنهرب من النيازك، وماذا يمكن أن تسببه لكوكبنا إذا ما اصطدمت به؟ فالكون هو مجموعة من المجرات كما هو معلوم ومجموعتنا الشمسية جزء منه، إذن أينما كنا فسيطالنا هذا التحطم المحتوم للكون.

كما أن لكل شيء في الوجود بداية ونهاية ولكل الكائنات دورة معروفة هي الولادة ثم الحياة ثم الموت ليبعثنا الله تعالى من جديد يوم القيامة.

نقطة أخيرة أريد أن أطرحها على هؤلاء العلماء المنكرين ليوم البعث وهم يوقنون بأن الكون سينتهي يوما ما، أريد أن أقول فقط بأنه بدل أن يبحثوا عن الهروب لكوكب آخر لكي تتمكن البشرية من الاستمرار في الحياة فليبحثوا وليفكروا في علاج للموت الذي يفرون منه، فالبشر يموتون وسيموتون مهما عاشوا سواء على كوكبنا في مجموعتنا الشمسية أو في كوكب آخر ومجرة أخرى، يقول العليم القدير: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء: 87].

ــــــــــــــ

بقلم مونية بن صالح - المغرب