عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2006-12-28, 1:59 AM
fateh
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية fateh
رقم العضوية : 7313
تاريخ التسجيل : 9 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 1,886

غير متواجد
 
افتراضي
*الكعبة تتوسط اليابسة!

هنالك بحث علمي قدمه الدكتور حسين كمال الدين أثبت من خلاله أن مكة المكرمة تقع في مركز اليابسة، فإذا رسمنا خطوطاً تنطلق من مكة المكرمة وتتجه باتجاه أطراف اليابسة على الكرة الأرضية فإن هذه الخطوط ستكون متساوية، وهذا يدل على أن مكة تقع في المركز، ولذلك فإن الله فضّلها على جميع بقاع الأرض .

ولذلك فإنك عندما تطوف حول الكعبة فأنت في مركز اليابسة، ويكون الشمال المغنطيسي للأرض في هذه المنطقة متوافقاً مع الشمال الجغرافي أو القطبي، ولذلك فأنت في أفضل منطقة غنية بالطاقة والتي تكسبك نشاطاً لا يمكن أن تحصل عليه من أي منطقة أخرى على وجه الأرض. ومن الأشياء الملفتة للانتباه وجود حجر من اللؤلؤ يعود تاريخ تشكله إلى ما قبل 30 مليون سنة وقد رُسمت بداخله الكعبة المشرفة!




صورة حقيقية لحجر من اللؤلؤ وفي داخله صورة للكعبة المشرفة، ويعود تاريخ تشكل هذا الحجر إلى 30 مليون سنة، إنه فعلاً أول بيت وضع للناس كما أخبرنا الله تعالى! المصدر: www.55a.net


*منافع لا تُحصى

من عظمة القرآن أنه تحدث عن منافع كثيرة للحج قبل أن يكتشفها العلم الحديث فقال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)[الحج: 27-29]. ولو أردنا أن نتعمق أكثر في هذه العبادة العظيمة لم نستطع إحصاء فوائدها ومنافعها.

إن علماء الغرب اليوم يعترفون بالمنافع الكثيرة للحج، ولكن على طريقتهم، حيث إن الحج عندهم هو مجرد رحلة إلى مكان محدد كل عام أو كل عدة أعوام، ومع أن هذه الأنواع من الحج لا يمكن مقارنتها مع الحج إلى بيت الله الحرام، إلا أنني أجد من المناسب أن نستشهد بأقوالهم عن منافع الحج.

فإذا تأملنا المواقع التي تقوم بدعاية للحج إلى مناطق مقدسة عند الهندوس في الهند، وهذه الدعاية ينجذب لها الناس من مختلف دول العالم الغربي، فإننا نجد أحد أساليب الدعاية لديهم الحديث عن منافع هذا الحج وهو حج يعتمد على زيارة لقبور القديسين للتبرك بهم فقط، وتجدهم يعددون المنافع لهذا الحج: فهو وسيلة لشفاء العديد من الأمراض، وهو وسيلة لتعلم الكثير في الحياة والحفاظ على مستوى طاقة عال، يعيد توازن الجسم، ويزيد النشاط العقلي والعاطفي والجنسي، وهو مصدر للطاقة. فإذا كانت هذه المنافع قد لمسوها من مجرد زيارة لقبر قديس فكيف بزيارة بيت الله رب العالمين سبحانه وتعالى؟!

*فوائد نفسية للحج




رمي إبليس بالحصى هو أحد مناسك الحج الأساسية.


قد يسخر منا بعض الملحدين لأننا نطوف حول الكعبة، ونرمي إبليس بالحصى، ونقف في عرفات، ويقولون إن المسلمين يتبعون عادات لا فائدة منها ويطبقون طقوساً ناتجة عن الخرافات والأساطير القديمة.

ولكنني عندما تأملتُ هذه العبادات وجدتُ في كل منها فائدة عظيمة يعترف بها علماء الغرب أنفسهم. فلو درسنا كتب البرمجة اللغوية العصبية ورأينا الأساليب العملية التي ينصح بها المعالجون لرأينا تفسيراً علمياً لبعض أسرار هذه العبادات الرائعة.

فلو رجعنا إلى الكتب الأكثر مبيعاً في العالم نجد كتاب "مئة طريقة لتحفيز نفسك"، للمؤلف ستيف تشاندلر، يؤكد مؤلف هذا الكتاب على أهمية أن تتخيل في ذهنك الهدف الذي تريد تحقيقه دائماً لأن ذلك يساعدك على تحقيقه، وإذا ما فعلت ذلك بإتقان فإنك ستشعر وكأنك ولدت من جديد.

وما نقوم به في الحج من رمي لإبليس هو تطبيق عملي لقول تشاندلر، فعندما نرمي المنطقة التي تعبر عن إبليس، وبالطبع إبليس ليس موجوداً في هذه المنطقة فقط إنما هي رمز لذلك، فإننا عند ذلك نتخيل أن إبليس موجود ونقوم برميه بالحصى، ونتصور مع كل حصاة نرميه بها، أننا في حالة حرب معه وأنه عدو لنا وأننا يجب أن نحذر منه ومن وساوسه.

وبالفعل بعد ممارسة هذه العبادة يحس الإنسان وكأنه وُلد من جديد، بل إن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [متفق عليه]. إنها بالفعل ولادة من جديد يحس بها كل من أدى عبادة الحج بإخلاص.

ا*لحج طريق إلى السعادة

لقد قام علماء النفس بالعديد من التجارب بهدف اختبار السعادة عند أشخاص مختلفين، فوجدوا أن السعادة الكبرى لا تتحقق بالمال أو النساء أو الجمال أو غير ذلك من زينة الدنيا، إنما وجدوا أن السعادة تكون أكبر ما يمكن عندما يسعى إنسان نحو هدف ويحاول تحقيقه ثم يتحقق هذا الهدف أخيراً.

والمؤمن في تلهف دائم لزيارة بيت الله ومسجد رسوله، وتجد في داخل كل مؤمن حنيناً لهذا البيت العتيق، ورحلة الحج هي تحقيق لهذا الحلم أو الطموح، ولذلك فإنه يعطي المؤمن سعادة كبرى لا يمكن أن يشعر بها غيره.

فأنا أذكر حلماً ولا أنساه أبداً وقد كنتُ في بداية تعلقي بكتاب الله تعالى، عندما سألتُ الله تعالى أن يرزقني زيارة الكعبة، وفي اليوم التالي رأيت الكعبة في المنام ولكنني على الفور تساءلت هل هذه حقيقة أم حلم؟ فبدأتُ أقترب من الكعبة لألمسها وبدأت عيناي تدمعان، وأحسستُ بسعادة لا توصف، ومن شدة السعادة استيقظت من النوم، وكانت المفاجأة أنني وجدتُ أن الدموع قد نزلت من عيناي بالفعل، وذلك من شدة تلهفي لرؤية الكعبة.

لقد أحسستُ بسعادة لا يمكن وصفها في تلك اللحظة، وسبحان الله! إذا كانت رؤية الكعبة في الحلم تعطي هذا الإحساس بالسعادة، فكيف بمن يرى الكعبة ويلمسها ويطوف حولها ويستمتع بمشاهدتها، ما هو حجم السعادة التي يحصل عليها؟!

*الامتناع عن الجدال

هنالك عادات نادراً ما نلتفت إليها، مثل الجدال، فهذه العادة السيئة كثيراً ما تورث الخصام مع الآخرين وتسبب ضياع الوقت والجهد، إلا المجادلة بالتي هي أحسن، وهذه قليلة في عصرنا هذا. ومن أسس الحج الصحيح تجنب الجدال والمناقشات العقيمة. إذن الحج هو تمرين على رياضة الامتناع عن الجدال وممارسة التأمل والصمت، يقول تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197]. ولو تأملنا نصائح علماء البرمجة اللغوية العصبية نجدهم يؤكدون على ضرورة تمرين النفس على قلة الجدال، فهذا هو الدكتور ريتشارد كارلسون يقول: "لا تجادل فإن الجدال يسبب الخصام مع الآخرين" . وهذا يدل على أن النتائج التي يحصل عليها علماء الغرب اليوم هي ذاتها التي وجّهنا الإسلام إليها!
يتبع...