عاقب اللعبة لا اللاعب
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله وعليه وسلم ، وكان لي صواحب يلعبن معي، وكان رسول الله إذا دخل ينقمعن فيُسرهن إليّ فيلعبن معي». ونلاحظ هنا كيف راعى النبي الكريم حاجات عائشة رضي الله عنها وحبها للعب بألعابها، فلما دخل ورأى صديقاتها يخرجن بخفة أخذ يؤشر إليهن واحدة تلو الأخرى ويدخلهن على عائشة لتستمر في اللعب معهن فتسعد. وقد أحضرنا هذا النص لأن فيه لعبة، والألعاب في زماننا اليوم أشكال وأنواع على حسب أعمار الأطفال وأجناسهم ولكن المشكلة التربوية والتي كثيراً ما تحدث أن يتم شجار بين أخوين على لعبة، أو يتشاجر صديقان على مسجلة أو فيديو أو أي شيء يساهم في ترفيههم ولعبهم فما هو التصرف الحسن في مثل هذه الخلافات؟! هل نعاقب اللعبة؟ وكيف ذلك؟! أم نعاقب اللاعب؟ إن معاقبة اللعبة أفضل من معاقبة اللاعب وقد ضرب السيد/ محمد ديماس مثلاً فقال: ولنضرب مثلاً موضحاً. صديق ابنك زاركم مع والدته، أخذ الولدان يلعبان بأحد الألعاب المتوفرة عند ابنك، ثم بدآ يتخاصمان عليها، أو أنهما على وشك إعطابها من جراء اللعب العابث المستهتر، في هذه الحالة يمكنــك حرمانهما من الدمية بنزعها منهما (وحبسها لفترة من الزمن)، فقد تندهــش والدة صديق ابنك من هذا الإجراء الذي لم تألفه في السيطرة على مثـل هذا العبث، ولكنهـا ستتعلــم منــك حتمـاً عندمــا تشرحـيــن لهــا الهدف من وراء هذا الإجراء.
وننوه إلى أن هذا الأسلوب ناجح ويعطي نتائج مشجعة عندما يكون البالغون مسئولين عن عدة أطفال، من حيث الإشراف مثل المعلمين والمعلمات في صفوف رياض الأطفال، والمراكز الخاصة بالعمال والعاملات. وتكمن الحكمة من وراء معاقبة (اللعبة) بدلاً من الذي يلعب بها وهو الطفل، في عدم إضاعة الفرص والأوقات التعليمية على الولد (وهذا بشكل خاص في مدارس رياض الأطفال). وننبه دوماً أنك حين تعقدين العزم على معاقبة طفلك، فيجب أن تختاري دوماً العقوبة غير المؤذية، والفعالة في تصويب السلوك وتبديله. وهنا عندما تأخذين بمبدأ معاقبة لعبة طفلك بدلاً من معاقبته بالذات، تكونين قد لجأت إلى العقوبة الأخف وقعاً، وهي عقوبة بديلة فعالة، لأنك تحرمين الطفل من شيء مسر، وله علاقة حيوية به، وأكثر من ذلك أن هذه العقوبة هي تهديد لعقوبة أشد وهي حجز الطفل في المرحلة الثانية. وعندما يتشاجر ولدان من أجل حيازة اللعبة أو الدمية، لا تشغلي نفسك في التفتيش عن المسبب للشجار، أو من يجب أن يلام. ثم عليك ألا تتحيزي لأي واحد منهما، وكل ما في الأمر أنك تستطيعين السيطرة على الموقف بإجراء بسيط، وهو نزع الدمية من بين أيديهما ووضعها في الحجز وبهذا الموقف يكون الاثنان خاسرين من وراء الشجار والخصام والتزاحم على اللعبة، وهذه الخسارة تعلمهما مستقبلاً التعامل مع تخاصمهما بصورة أفضل.