تلك التجاعيد
وتلك البقع الناتجة عن الشيخوخة ...
وتضع على شعرها الواناً تُخفي شيباتها المُتناثرة هنا وهناك...
وليس امام الأم إلا ان تستسلم لما تفعله ابنتها
فهي لاتريد ان تحرجها ولاتريد ان تكون سبباً في تعقيدها...
فتخضع الأم لها
وهي تحاول أن تجعلها بصورة وهيئة لاتعبر عن شخصيتها ولا بيئتها
امثلة كثيرة ومشاهد متعددة نراها بشكل مستمر ..
&
&
&
اعتاد اباءنا واجدادنا على تبادل الزيارات
على الوقوف بجانب بعضهم البعض
على عادات كانوا يمارسونها طوال حياتهم وهم سعداء..
على ان يتحدثوا بكل شيء دون ان يفكر احدهم بما يجب ان يُقال او مالايجب ان يُقال..
كانوا يفهمون بعضهم البعض دون ان يتكلموا ...
علاقتهم ببعضهم البعض متينة جداً لم تُضعفها الأيام ولا الظروف القاسية التي مروا بها
ولا حتى تلك الحضارة التي زاحمتهم وحاولت ان تشتت شملهم ..
لكنهم حاربوها سويةً
يداً بيد وصفاً بصفاً وكأنهم بنيان مرصوص...
اعتادوا ان يلبسوا مايشاءون دون ان يتقيدوا بحضارة او موضة ..
لكن ...
يأتي الأبن المتحضر والمثقف والعاقل والرزين
وتأتي فتاة القنوات الفضائية والإنترنت
يُمليان على والديهما مايجب ان يفعلاه ومالايجب ان يفعلانه ....
يُعلمه كيف يتصرف وكيف يتكلم وكيف يأكل احياناً
وكأننا نقول لهم وبطريقة غير مباشرة
انتم لاتناسبون لا المكان ولا الزمان ...
نجردهم من عاداتهم وقيمهم , نُقيد حرياتهم , نقتل كرامتهم , كبرياءهم ,
نهينهم , نُسصغرهم , نذلهم , نُدمر شموخهم , نكسر شوكتهم ,
نفرق شملهم ,
نُلغي وجودهم ..
ولو فكرنا بالأمر..
لوجدنا بأننا نقتلهم في نفس الوقت الذي نقتل فيه تاريخنا وماضينا ..
فإلى متى سنستمر ..؟!!!
مماراق لي