اليوم ينتقل شعورى وتنتقل
أحاسيسى إلى أهل أمك يوم سلمونى
ابنتهم و هم يذرفون الدموع؛ كنت
أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد
أهل العروس، و لم أعرف إلا اليوم
أن ما كان ينتابهم هو نفس ما
ينتابنى الآن، و أن ما يعذبنى هذه
الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض
قلبى فى هذه اللحظة و أنا أسلمك
إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا.
و صدقينى يا بنيتى إنه لو كان لى ،
يوم تزوجت أمك ،شعور الأب ،
لأفنيت عمرى فى
إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك
عمره فى سبيل إسعادك.
ابنتى . . .
فى هذه اللحظه أندم على كل لحظة
مضت ضايقت أمك
فيها . . اليوم أجاوزالحاضر و
أجابه المستقبل و أتمثلك واقفة
أمامى تقولين "زوجى يضايقنى
يا أبى.. فماذا أفعل ؟" أسأل
الله ألا ينتقم منى بك ، والله
غفور رحيم .
و الآن . . دعينى أضع أمام عينيك
الحلوتين بعض النقاط التى يحب
الرجل أنها توفر له السعادة فى
بيته الزوجى .
الرجل _ يا صغيرتى _ يحب الأمجاد و
يتظاهر بالثراء و النجاح، حتى و لو
لم يكن ثريا قط، فلا تحطمى فيه هذه
المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك
و حسن تصرفك.
والرجل يا _ فلذة كبدى _ يفاخر
دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصى على
إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة
والرجل _ يا قرة عينى _يفخر أمام
أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و
تكرمهم ،فأكرمى أهل زوجك ، و
استقبليهم أحسن استقبال .
و بعد . . يا بنيتى . . إذا ثار زوجك
فاحتضنى ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ
داوى خطأه بالصبر ، و إذا ضاقت به
الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على
النهوض . . و لا تنسى _ يا عمرى _ أنك
إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا
بالدر و الياقوت على هامته ، أو أن
يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس
أبيك ، إن لم تحافظى على شرفك له
دون سواه .
بنيتى . . .
كونى له أرضا مطيعة يكن لك سماء ،
و كونى له مهادا يكن لك عمادا . و
احفظى سمعه و
عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا
يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا
جميلا . . .. و كونى كما نظم شاعر
لزوجته قائلا :
خذى منى العفوتستديمى مـــودتى *
ولاتـنطقى فى ثورتى حين أغـــضب
ولا تكثرى الشكوى فتذهب بالهوى *
فيأباك قلبى والقـــلوب تقلب
و أخيراأسأل ربى أن يرعاك برضاه و
أن يستقر لكما كل حبى .
والدك
مماراق لي...