عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2006-12-18, 7:56 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
كيف الوصول ؟!
لكن كيف يصل مثلى و مثلك إلى هذه القمة الباسقة و الدرجة العالية من صدق التوكل على الله و الاطمئنان اليه و عدم الركون إلى غيره ...
تولى ابن القيم الاجابة فقال :
" إنما يودع الله ذخائره فى قلب يرى الفقر غنى مع الله ، و الغنى فقرا من دون الله ، و العز ذلا دونه ، و الذل عزا معه ، و النعيم عذابا دونه ، و العذاب نعيما معه ، و بالجملة فلا يرى الحياة الا بالله و مع الله ، و الموت و الألم و الهم و الغم و الحزن إذ لم يكن مع الله ، فهذا له جنتان : جنة فى الدنيا معجلة ، و جنة يوم القيامة .
أيكم من الأنصار ؟
و قد قصَّ الله علينا قصة ذلك التوكل الفريد فى كتابه المجيد
" إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هى العليا و الله عزيز حكيم " التوبة 40
* لم تنزل هذه الايات و قت الهجرة او بعدها بقليل كما قد يتبادر الى الاذهان و لكنها نزلت فى العام التاسع من الهجرة وهو العام الذى شهد غزوة تبوك و التى سُميت بغزوة العسرة
* عسرة فى الظهر حيث كان الثمانية عشر صحابيا يتعاقبون على بعير و احد
*عسرة فى الماء حيث كان الرجل ينحر دابته فيعصر روثها فيشربه من شدة العطش
* و عسرة فى النفقة حيث تخلف من لم يكن معه تكاليف هذه الرحلة الطويلة الشاقة
و قد نزلت حين تاخر بعض اصحاب النبى عن الخروج معه فقال الله لهم إلا تنصروه فإن الله ناصره و مؤيده ، كما نصره برجل واحد فحسب هو أبو بكر يوم الهجرة ، فاله غنى عن الالوف منكم اذا تأخروا عن نصرة نبيه،أما جنوده التى يستطيع ان يؤيده بها فهى لا تحصى و لا تُعد، فانصروه لا لحاجته إليكم – حاشاه –بل لحاجتكم أنتم إليه و إلى شفاعته و إلى رضاه .
* و ختم الآية بقوله " و جعل كلمة الذين كفروا السفلى " و هى كما ترى جملة فعلية ، و الجملة الفعلية تفيد التغير و عدم الدوام فكلمة الكافرين و ان علت فى زمن من الازمان فهو علو طارىء مصيره حتما الى هبوط و عز سائر الى ذل و قوة من و رائها الضعف
* ثم قال " و كلمة الله هى العليا " و هى جملة اسمية و الجملة الاسمية تستخدم للتعبير عن الحقائق و الاخبار عن الثوابت فكلمة الله دائما و أبدا هى العليا لم تهبط يوما و لم تذل إنما هبط من فرط فيها فلم يحملها و لم يرعها حق رعايتها فأُذل و أهُهين و ذاق الخسران المبين
من أنصارى إلى الله ؟!
إخوتاه
هل لنا ان نخاطب انفسنا مثل هذا الخطاب الان و نقول :
• ان لم ننصر رسول الله فينا بالتزام سنته و نشر هدايته و الذود عن حماه و التأسى به فى معاشه و معادهو حربه و سلمه و علمه و عمله و عاداته و عباداته
* و ان لم نكن جندا فى جيشه و سهما فى كنانته و رهنا لاشارته فان الله ناصره
" بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله و لا يخافون لومة لائم "
* إن دين الله منتصر و شريعته ظاهرة علىالكون كله سواء تكبدنا مشقة العمل له أم رضينا بالنوم و الرقاد لكن هل يستوى القاعدون من المؤمنين و المجاهدون فى سبيل الله ؟! هيهات ..هيهات
" فضَّل الله المجاهدين بأموالهم و أنفسهم على القاعدين درجة " النساء من الاية 95
و هى درجة ليست هينة و فرق ليس بسيطا بل هو كما اخبر ربنا
" و فضَّل الله المجاهدبن على القاعدين اجرا عظيما " النساء من الايه 95
_____________
محبة الحبيب
لما مشى رسول الله و ابو بكر الى الغار جعل ابو بكر الصديق يكون امام النبى مرة و خلفه مرة فسأله النبى عن ذلك فقال اذا كنت خلفك خشيت ان تؤتى من امامك و اذا كنت امامك خشيت ان تؤتى من خلفك حتى اذا انتهيا الى غار ثور ليلا قال ابو بكر
" كما انت حتى أُدخل يدى فأحسه و أقصه فإن كان فيه دابة اصابتنى قبلك
و كان فى ذلك الغار جحر فألقم ابو بكر رجله ذلك الجحر تخوفا من ان يخرج منه دابة او اى شىء يؤذى رسول الله
اخى الحبيب أحب ابو بكر رسول الله حبا صادقا فدفعه ذلك إلى أن يحميه من كل ما يؤذيه أو يسوؤه او يضره و لكن توقف معى لحظة أريد أن اهمس فى اذنك بكلمة : و هل يؤذى رسول الله او يسوؤه او يضره شىء اكثر من ان تخالف سنته و تهجر شريعته ؟!
ان جراحات بدنه لم تكن تضيره بدليل انه لما اصيب اصبعه فى بعض المشاهد انشد قائلا
هل انت الا اصبع دميت .......... و فى سبيل الله ما لقيت
لكنه فى المقابل ...لا يطيق جراحات قلبه بعصيان قومه ،أليس هو الذى كان لا يغضبه شىء إلا ان تنتهك محارم الله فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شىء !!
فيا أخى ...هل أرضيت رسول الله أم أغضبته ؟؟! هل احببته ام احببت مخالفته ؟! هل اطعته ام عصيته
محبة صديقية
يا اخى
من احب رسول الله حماه من كل ما يؤذيه تماما كما فعل ابو بكر الصديق رضى الله عنه ليس فى حياة النبى فحسب حين حمى جسده الشريف مما يؤذيه بل كذلك بعد موته حين حمى شريعته الغراء ممن اراد ان يبدلها و امتنع عن دفع الزكاة فحارب المرتدين قائلا :
" و الله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة و الزكاة فإن الزكاة حق المال و الله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه إنه قد انقطع الوحى و تم الدين أينقص و أنا حى !!!؟
و لما كلمه الناس فى الا يبعث جيش اسامه وهو الجيش الذى كان رسول الله قد انفذه ثم لقى ربه قبل خروجه لما كلموه أن لا ينفذ الجيش لحاجته إليه.... زمجرا كالأسد الهصور و أردف كالرعد القاصف ..
و الله لو أن الطير تخطَّفتنى و أن السباع من حول المدينة و أن الكلاب جرَّت بارجل امهات المؤمنين ما رددت جيشا و جهه رسول الله و لا حللت لواء عقده و الله لو لم يكن فى القرى غيرى لانفذته ، أوأطيعه حيا و أعصيه ميتا .
..يعلمنا درسا بليغا فى المحبة الصادقة على انها ليست فى قصائد المدح و أشعار الثناء بل فىالتزام النهج و حسن الاقتداء ألا ما أرخص الحب اذا كان كلاما و ما اغلاه حين يكون قدوة و التزاما
اين أخوات أسماء
ها هى اسماء بنت ابى بكر رضى الله عنها تسابق اباها فى نيل الاجر و الثواب فتحمل للنبى و صاحبه طعامهما و مع انها كانت امراة فى شهور حملها الاخيرة فقد كانت تصعد جبلا يعجز الرجل العادى عن صعوده لكنها تنسى ان تجعل لها عصاما " حبلا " فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام – فحلت نطاقها – و النطاق هو ما يشد به الوسط – و شقته نصفين نصف جعلته عصاما ثم علقت به الطعام و انتطقت بالاخر و هذا سبب تسميتها باسماء ذات النطاقين
و هى بذلك تعرض نفسها لاعلى درجات الاذى و الابتلاء و هى المرأة الضعيفة الوحيدة التى فقدت السند من أب و عشيرة – إذا اكتشف احد منالمشركين امرها و هذا ما حدث بالفعل لما دخل عليها ابو جهل فسألها عن أبيها فلما لم تجب رفع ابو جهل يده و كان فاحشا خبيثا فلطم خددها لطمة طرح منها قرطها
علامة رضاها و عدم شكواها
تتحمل هذه المشاق لتثبت ان النساء شقائق الرجال فلا تدع للرجال فرصة الاستئثار بالاجر و حدهم بل تزاحمهم عليه
و مع هذا لا تبث شكواها الى احد الا الله و لا تطلب العون الا منه سبحانه فلا تتبرم و لا تشكو هل يشكو احد من خدمة رسول الله ؟! فلا تخبر بذلك جدها الضرير ابا قحافة حين يسالها عما ترك ابوها بل تاخذ احجارا فتضعها فى كوة فى البيت الذى كان ابوها يضع ماله فيها ثم تضع عليه ثوبا ثم تاخذ بيد جدها فتضعها على الحجارة فيطمئن الشيخ ، قالت رضى الله عنها
: لا و الله ما تركت لنا شيئا و لكنى اردت ان أُسَكِّن الشيخ بذلك
أين الأقتداء يا معاشر النساء
يا اختاه ...
ان رسول الله بيننا فىسنته التى تركها و شريعته التى حملها ، فماذا فعلت لتفتدى رسول الله؟!
أكنت درعا لسنته بصد السهام عنها أم يصوبها إليها ؟
أين أنت من الغيرة على دينك و الدفاع عنها ؟!
أين أنت يا أختاه من التضحية لدين الله و المسارعة فى الخيرات ...ماذا لو رآك رسول الله..أكان يفرح بك ..أم عليك يحزن ؟!..أيسره حجابك أم يصدمه تبرجك ؟! ...هل يملاء قلبك الأن و يشغل بالك هو حبه و طاعته..أم لا هم لك سوى الجلوس على شاشات التلفاز ساعات ، و التعرض للرجال فى الطرقات و قراءة مجلات لا تُثقِّل فى ميزانك بحسنات و الجلوس فى مجالس الغيبة و النميمة لنأكل لحوم البشر
نسوة هاجرن قبلك
الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب الانصارية قال عنها النبى يوم احد
" و الله ما ألتفت يمينا و لا يسارا إلا رأيتها تقاتل دونى "
ثم قلَّدها النبى أشرف و سام بأن شهد لها بانها سبقت غيرها من الرجال "
لَمقَام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان و فلان "
فاطمة الزهراء..سيدة نساء العالمين تقتدى برسول الله فى كل شىء حتى فى طريقة كلامه..قالت ام المؤمنين عائشة ما رأيت أحدا كان أشبه حديثا و كلاما برسول الله من فاطمة
أختاه أجيبى على سؤالى هذا
هل يستوى من رسول الله قائده
دوما و آخر هاديه أبو لهب
و أين من كانت الزهراء قدوتها
ممن تقفت خطى حمالة الحطب
و دروس و دروس اخرى كثيرة و عديدة..و الان يتبقى لنا النداء الاخير
يا من زادت قطيعته...
يا من دامت خطيئته...
يا من دنت قيامته...
يا طويل الآمال...
يا خبيث الأعمال...
يا طيب المقال... و سيىء الفعال...
يا مفرِّطاً فى بضاعة العمر...و هى أغلى بضاعة...
يا مضيِّعاً حياته فى أشغال الدنيا ...و هى من أولها إلى أخرها مقام ساعة...
يا من بالدنيا مشغوف ...و عن الآخرة مصروف
التوبـــــةَ.....التوبـــــةَ...قبل حلول النوبــــة
الصلـــح مع الله قبل أن يجعلك حطبا لجهنم ...
البدار...البدار...و القلب لا يزال حيا...
النجـــــاة .....النجـــــاة...
أى شىء تنتظر ؟! و ملك الموت على عتبة بابك ؟!....
ما الذى يخرك و القبر يخطو كل يوم تجاهك خطوة؟!... يوشك أن يبتلعك...
أخى الحبيب...أختى الحبيبة...

و الله إنى عليك لشفيق...
لو كان بعد موتك رجعة لأخَّرتك لكنها ستكون القاضية....
ولو كان عقب الدنيا غير الجنة أو النار ما نصحتك....
طريق الجنة