دعوى [ استبعاد أن تكون النجوم رجوما للشياطين ]
الشبهة
هل النجوم رجوم الشياطين ؟
الرد عليها
إن الإسلام دين ، وهو موحى به من رب العالمين يخبرنا عن صدق ويقين ، وهو القائل سبحانه : { ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا } (1) . والإسلام ليس بدعا من الأديان ولذلك نرى أن الكتب المقدسة تذكر ذلك ؛ فإن الله تعالى يقول :
{ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا* وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع يجد له شهابا رصدا }(2) . قال ذلك حكاية عن الجن . وليس المعنى كما فهم المؤلف ، وإنما المعنى هو أن الله جعل على السماء حراسا من الملائكة ، وخلق لهم أدوات عقاب تناسب أجسام الشياطين . وهي الشهب . فإذا جاء شيطان رماه أحد الملائكة بشهاب وليست الشهب كواكب كالقمر والشمس ، وإنما هي أدوات عقاب كالسيف في يد الجندي المحارب.
وفي الإصحاح الثالث من سفر التكوين ؛ أن الله لما طرد آدم من الجنة وهي جنة عدن ، ليعمل الأرض التي أخذ منها ، أقام شرقي جنة عدن ملائكة تسمى الكروبيم ، ووضع لهيب سيف متقلب في أياديهم لحراسة طريق شجرة الحياة : "فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها؛ فطرد الإنسان ، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة"(3).
ويقول المفسرون : "إن الكروبيم من الملائكة المقربين . وهو في الفارسية بمعنى الحارس " . وكان عملهم وقت طرد آدم هو "حراسة الفردوس؛ لئلا يرجع الإنسان إليه".
وفي القرآن تفسير الشهب بشواظ من نار . في قوله تعالى : { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان* فبأي آلاء ربكما تكذبان* يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}(4).
فقد جعل للجنن غير ما جعل للإنس من أدوات العقاب . ولم يجعل للجن كواكب ترمي بها كالقمر والشمس ، وإنما جعل للجن "شواظ" أي "شهب".
المراجع والهوامش
ـ
1ـ الكهف : 51.
2ـ الجن : 8 ـ 9.
3ـ تك 3 : 23 ـ 24.
4ـ الرحمن : 33 ـ 35.
المصدر
كتاب حقائق الإسلام في مواجهةة شبهات المشككين - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة