الموضوع: لصوص الأمل
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-12-10, 3:08 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي لصوص الأمل
لصوص الأمل




وإذا أراد الله نشر فضيلة طُويت أتاح لها عين حسود


• إن الدعوة لتميزها ، وسطوع نورها ، وعموم بركتها ؛ فقد أحيطت بحساد كثر ينقمون عليك - أخي الشاب - سلوكك هذا الطريق ، ورباطة جأشك في مواجهة الصعاب التي قد تكتنفك ، وعدم مبالاتك بما يحيط بك من فتنٍ ومغريات ..

هؤلاء الحساد في حقيقتهم ما هم إلا عشاق للفشل ، لصوص للأمل ؛ يعشقون فشل الناس من حولهم ، ويسلبون بصيص الأمل من قلوبهم .. فلا يطيقون معنى النجاح ، ولا يحبون اسم الإبداع ؛ فهم من أعدى أعدائهما .. فهذا عين ما يسمى بـ( الحسد ) كفاني الله وإياك شره ، يقول الحق تبارك وتعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) ..



• فأقول : لعل من دواعي هذا الحسد لك أخي الشاب : أن الإنسان كلما ارتفع وسما ؛ كلما تكاثفت حوله الغيوم بقدر ارتفاعه ، وهذه بلا شك ولا ريب نتيجة حتمية لا مفرَّ منها ولامناص عنها لكل من يريد التميز والسطوع والنبوغ ..

وثمن المعالي غالي ، والجنة ليست برخيصة ، والنار حفت بالشهوات .. ثم إن هذا الحاسد أيها الحبيب ما هو إلا دعاية مجانية لنبوغك .. وبرهان ناصع ساطع على إبداعك ؛ وكما قيل في منثور الشعر :


وإذا أراد الله نشر فضيلة طُوِيت أتاح لها لسان حسود



• ومن نافلة القول أن نقول ؛ إنه لو لم يكن من عقوبة الحاسد إلا أنه يغتم حال سرورك لكفى بها عقوبة ..

يقول السمرقندي - رحمه الله - : [ يصل الحاسد من حسده قبل أن يصل إلى المحسود خمس عقوبات ؛ أولها : غم لا ينقطع ، وثانيها : مصيبة لا يؤجر عليها ، وثالثها : مذمة لا يحمد عليها ، ورابعها : سخط الرب ، وخامسها : غلق باب التوفيق ]



قال الشاعر :


ألا قل لمن كان لي حاسدا أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي ما وهـب

فأخزاك ربي بما زاد ني وسدَّ عـليك وجـوه الطـلب



ومـضـة :


عظمة عقلك تجلب لك الحساد .. وعظمة قلبك تخلق لك الأصدقاء ..


محبكم في الله / أبو عبد الرحمن .. محمد البقمي