الطريق السادسة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
الضبط الشديد لجانب تغيب الطالبات في جميع المراحل الدراسية ، وخصوصاً في الأيام التي يكثر فيها الانفلات كالأسابيع الثلاثة الأخيرة التي تسبق الاختبارات ، وأيام الاختبارات .
الطريق السابعة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
التزام الحجاب الشرعي ، وكثير من يتصور أن الحجاب هو لبس العباءة ، وهذا مفهوم ناقص ، فأول درجات الحجاب هو القرار في البيت ، قال الله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ، ولنتأمل أيضاً حديث ابن مسعود _ قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" أخرجه الترمذي بسند صحيح فلاحظ قوله : المرأة عورة فإذا خرجت ، ولم يقل فإذا كشفت عن وجهها أو ساقها ونحو ذلك ، وهذا يعني أن الستر الحقيقي للمرأة هو عدم الخروج إلا عند الحاجة. وأما قولـه استشرفها الشيطان فقد جاء في بيان معناها أن المرأة تقول : لعلي أعجبت فلاناً لعلي أعجبت فلاناً . وهذا هو الذي يفسر ظاهرة تبرج الفتيات إذا خرجن أمام الرجال ، وإذا تبرجت الفتاة أصبحت مهيئةً نفسياً لتقبل المعاكسات ، وتسببت في طمع الشباب بها .
الطريق الثامنة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
إنشاء الأسواق النسائية التي لا يدخلها إلا النساء ، لدفع المفاسد التي سبق ذكرها ، وأن يتولى ذلك أهل الخير والصلاح من التجار أو الجمعيات الخيرية ، فهذه جمعية البر بعنيزة قد أنشأت مستشفى نسائي لا يدخله إلا النساء وبطاقم نسائي متكامل حفظاً لعورات المؤمنات . وإنشاء السوق النسائي أيسر وأسهل من المستشفى ، ولابد أن يشتمل هذا السوق على المحلات الراقية ، والتسجيلات الإسلامية ، ومطاعمِ الوجباتِ الخفيفة ، وألعابِ الأطفال ، وأماكنَ واسعةً للجلوس والمشي وغير ذلك ، ومن أراد أن يبدأ بهذا المشروع فلابد أن يحيط بأسباب النجاح فيه والاستفادة من التجارب السابقة مع وجود لجنة شرعية تشرف عليه ، وقد سبق أن فصلت ذلك كله في محاضرة حول هذا الموضوع ، وأرى أن البداية الناجحة في هذا المشروع خطوة أساسية في دفع الانحراف .
الطريق التاسعة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
شغل الوقت بما ينفع ، والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، فتنشغل المؤمنة بحفظ كتاب الله ، و الأعمال الدعوية وهي كثير جداً ؛ إعداد مجلة وترتيب مسابقة وغير ذلك ، والانشغال بالأعمال المباحة كأعمال المنزل وغيرها . المهم أن تسلم من الفراغ ؛ لأن الفراغ مفسدة .
الطريق العاشرة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
غض البصر عما حرم الله ، فلا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال إذا كان في النظر فتنةٌ أو مظنةُ الفتنة . كالنظر إلى المغنين واللاعبين والممثلين ونحوهم ، وينبغي أن تحذر من فضول النظر ، وأن تجاهد نفسها قال الله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} النور آية 30-31.
الطريق الحادية عشرة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
إذا وقعت الفتاة في التعلق العاطفي مع الشاب ، فليس أمامها أي حل غيرُ قطع العلاقة به وأن تجعل ذلك توبة صادقة إلى الله ، ستشعر بعدها بآلام عاطفية بسبب الفراق ولابد حينها من الصبر قليلاً ثم يذهبُ ذلك كلَّهُ ويعوضُها الله بلذة الطاعة والإيمان .
إذا عَلِم أحدٌ بوجود علاقة محرمة بين فتاة وشاب ؛ كأن تعلم بذلك زميلتها ، أو المعلمة أو إدارة المدرسة ، أو إدارة الجامعة .
فما الموقف الصحيح هنا ؟ أهم حل هنا ـ مع مناصحتها ـ هو إخبار أبيها أو من يقومُ مقامَه من محارمها ، ويكون الإخبار بطريقة مناسبة حتى يتحققَ به ضبطُ الفتاة وحفظها . وهذا الحل مع ما فيه من حدوث ردة فعل للأب غالباً ، إلا أنه ثبت من خلال التجربة والدراسة أنه لابد منه في العلاج ، وقد جرى عليه عمل الهيئة بناءً على خبرتهم الطويلة في هذا الموضوع .
وسأبين لكم السبب في أهمية هذا العلاج . وهو أن الفتاةَ في سن المراهقة تكون شديدة العاطفة وسريعةَ التعلق ، وإذا تعلقت عاطفياً أي وصلت إلى درجة العشق تكون في غاية الضعف ولا يهدأ ذهنها من التفكير في ذلك الشاب ، و تخرج معه وتختلي به وهي تظن أنها لا تستطيع أن تترك الحديث إليه والخروج معه . فهي إذا خرجت معه تعلم أنها مخطئة وأنها تدخل بذلك نفقاً مظلماً ومع ذلك تخرج معه وتستمر في هذا النفق . والفتيات اللواتي يعرضن مشكلتهن على المرشدة في المدرسة إذا قيل لها اقطعي الاتصال به والخروج معه من الآن ، قالت الطالبة لا أستطيع . فهذه طالبة تعلم أنها تفعل جريمة بشعة ، وتأتي إلى المعلمة أو المرشدة في المدرسة وهي تريد التوبة إلى الله وتطلب حلاً لمشكلتها ، ومع ذلك تقول لا أستطيع تركه .
فكثير من الفتيات تعلم أنها تقوم بعمل محرم وتعلم أنه قد يقبض عليها وتصبح بعد ذلك فضيحةً وعاراً عليها ، وربما سمعت موعظة مؤثرة وتريد التوبة منها فلا تستطيع بسبب ضعفها الذي جعلها أسيرة لهذه العلاقة العاطفية ، فنضطر حينئذ إلى استعمال الكي في العلاج ، والكي مؤلم ويُبقي أثراً في المكان لكنه علاج لمرض قد يُودي بالحياة ، والكي هنا هو إخبار الأب أو من يناسبُ إخبارُه بحسب حال تلك الأسرةِ وظروفِها ، فربما كان الأنسبُ إخبارَ الأخ بدل الأب ، وأحياناً تخبر الأم فقط ، كل ذلك بالنظر إلى ظروف وحال تلك الأسرة .
وبهذا تندفع شبهة القول بأن مقتضى الستر عدم إخبار والدها . والصواب أن يقال : إن من مقتضى الستر الحقيقي هو إخبار والدها حتى يعيد النظر في تفريطه في تربيته ومتابعته لأهله فيحفظَها ويسترَ عليها ، وإلا بقيت الفتاة غالباً في عَلاقة محرمة مع ذلك الشاب .
الطريق الثانية عشرة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
من بدأت في هذه العلاقة المحرمة ثم أرادت التوبة ، وبدأ الشاب بتهديدها بالصور والمكالمات فماذا تفعل ؟ الموقف الصحيح هنا ألا تستجيب له مطلقاً مهما بلغ حجم التهديد ، وعليها أن تخبر مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويتم حيال ذلك ضبطُ هذا الشابِ وإحالتهُ إلى القضاء ، وتهديدُ الشابِّ لها بالصورِ والأشرطة حتى تمكِّنه من الحرام جريمةٌ كبرى وفيها معنى الحرابة ، وإذا ضبط فإنه يحال إلى القضاء وتكون عقوبته التعزيرية بالغة . ومن القصص التي حصلت في المنطقة الشرقية : أن فتاة تعلقت بشاب ، ثم تابت فبدأ يهددها بصورها التي لديه فكادت الفتاة أن تخنعَ له ، ولكنها اتصلت بالهيئة وأخبرتهم بقصتها ، فرُتب الأمرُ بطريقتهم الخاصة وتم ضبط الشاب ، وأُخذ الإذن الرسمي بتفتيش المنزل ، ووجد عنده صور لعدد من النساء ، وأحيل إلى الشرطة وطلب إحالته إلى القضاء ، أما الفتاة فلم يعلم بأمرها أحد .
الطريق الثالثةَ عشرة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
العقوبة التعزيرية الرادعة لكل شاب سافل يسعى في اغتيال العفة والفضيلة باستدراج الفتيات بالترقيم والمعاكسة وتكرار الاتصال ورسائل الجوال أو الوقوع في الخلوة المحرمة في السيارة أو غيرها . فكما نظر العلماء في عقوبة مروج المخدرات لما انتشر الترويج ورأوا أن يكون التعزير بالقتل ، فكذلك لابد أن ينظر العلماء في عقوبة تعزيرية مؤثرة توقف هذا المد المخيف من الذئاب البشرية . فسرقة الأعراض لا تقل عن سرقة المال وتلف العقل .
أُقيم في بعض المناطق ـ في الطائف ومكة والمدينة ـ تعزيرٌ خفيف للمعاكسين ، وهو جلده في المكان الذي ضبط فيه وهو يعاكس النساء ؛ كالأسواق وبوابات المدارس فكان لها أثراً بالغاً في انخفاض عدد المعاكسين في تلك المناطق إلى أقل من عشرة في المائة مما كان عليه عددهم ، فكيف إذا كان التعزير قوياً مع التشهير باسمه .