عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2006-12-09, 1:37 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
وبعد عرض الأسباب أبدأ بالعلاج :
إن أهم جانب في علاج الانحراف العاطفي هو حماية الفتاة وتحصينها حتى لا تقع ، وهذا هو الهدف الأساس من هذه المحاضرة ، وحتى التي وقعت أو بدأت فسأذكر بإذن الله تعالى طرق العلاج .

الطريق الأولى : أول الحلول وأهمها هو الزواج المبكر للفتيات والشباب كذلك ، و ينبغي أن نعلم أن الله تعالى خلق العاطفة في الرجل والمرأة ، حتى يسعى الإنسان إلى تكوين الحياة الزوجية ، وحتى يتحقق الاستقرار والسكن والرحمة والمودة في هذه الحياة الزوجية ، وحفظاً لبقاء النسل . قال الله تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } سورة الروم آية 21.
ومن المهم أن نعلم أيضاً أن هذه العاطفة تظهر في سن المراهقة عند وصول الإنسان إلى سن التكليف الشرعي . وتصل المرأة إلى سن التكليف عادة قبل الرجل بمتوسط سنتين ونصف ، ويكون الجانب العاطفي لديها أقوى من الرجل ، وأغلب الفتيات يصلن إلى سن التكليف الشرعي قبل أن تنهي المرحلة الابتدائية .
والله تعالى هو العليم الخبير الذي جعل الفتاة في هذا السن مهيأة لأن تكون أماً وزوجة ، فإذا تزوجت استقرت العاطفة وكانت سبباً في تحقيق السكن والرحمة والمودة بين الزوجين ، وقد كانت الفتاة تتزوج في سن الثانية عشر والثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر من عهد الرسول ‘ والصحابة وإلى ما قبلَ أربعين سنة من الآن ، وفي وقتنا المعاصر تغيرت المفاهيم وتأخر سن الزواج قرابة العشر سنين .
أمُّ المؤمنين عائشة ~ دخل بها النبي ‘ وعمرُها تسعُ سنوات ، ولو تقدم شاب لخطبة فتاة عمرُها أربعَ عشَرةَ سنة ولا أقول تسع سنوات لقيل إنها طفلة صغيرة لا تستطيع تحمل المسؤولية .
والجواب عن هذه الشبهة : في حديث جابر _ ، فعن جَابِرٍ _ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : مَاذَا أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟ قُلْتُ : لَا بَلْ ثَيِّبًا . قَالَ : فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُكَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ كُنَّ لِي تِسْعَ أَخَوَاتٍ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ ، وَلَكِنِ امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ . قَالَ : أَصَبْتَ " أخرجه البخاري ومسلم . والجارية هي الصغيرة من النساء . والخرقاء هي التي لا تحسن التصرف . فالنبي ‘ يعلم أن الجارية خرقاء لا تحسن التصرف ، ومع ذلك حث جابراً أن يتزوج جارية ؛ لأن ذلك هو الأصلح لها ولزوجها .
فالسن الذي ينبغي أن تتزوج فيه الفتاةُ شرعاً ، هو لمن تكون في المرحلة المتوسطة ، وإذا نظرنا في طالبات المرحلة المتوسطة ، فإنه لا يكاد أن يوجدَ فيهن طالبةٌ متزوجة ، وكذا الحال في المرحلة الثانوية فإنه يندر فيها المتزوجة . فهذه المخالفةُ الصريحةُ للفطرة من أهم أسباب انحراف الطالبة عاطفياً سواءٌ فيما يسمى بالإعجاب بين الفتيات ، أو الاتصال بالشباب . أما المرحلة الجامعية فالمتزوجات منهن لا يتجاوزن الخمسة بالمائة ، وقد ذكرت مجلة الأسرة إحصائية مخيفة ، وهي أن مليون ونصف امرأةً سعودية تجاوزت الثلاثين وهي لم تتزوج .
إن هذه الظاهرة الخطيرة لم تعطَ بعد حقها من الاهتمام والعلاج .
ومن أهم طرق العلاج :
أولاً : أن نرجع إلى ما كان عليه النبي ‘ وأصحابه من الزواج المبكر للفتيات ، وكسرِ العوائق والرواسب الاجتماعية التي تخالف هدي النبي ‘ وسنته .
ثانياً : إذا تقدم العمر بالفتاة فإنها ترفض من يأتي لخطبتها غالباً ؛ لأنه غيرُ كفئ لها في دينه واستقامته أو غيرِ ذلك ، ولأجل هذا فإني أرى أهمية أن تسعى المرأة في تزويج زميلتها أو قريبتها من خلال البحث عن الكفئ لها من ذوي الدين والاستقامة . والشاب المستقيم المعدد خير لها من غير المستقيم وإن لم يكن معدداً ، ولدي قناعة بذلك من خلال معرفتي بالمشاكل الزوجية التي تصلني عبر الهاتف .
ثالثاً : الزواج مقدم عى إكمال الدراسة أو الوظيفة . يتقدم شاب لخطبة فتاة وهي في الأولى ثانوية فيمنعها أهلها وربما دون علم ابنتهم بحجة إكمال الدراسة ، وهذه جناية يرتكبها الأبوان في حق ابنتهم و هما لايشعران .
تحدثت إحدى الفتيات عن معاناتها فقالت : تقدم إلي الخطاب وأنا في سن مبكرة فكانت والدتي تصر على عدم الزواج حتى أنتهي من الدراسة ، جاء الخطاب من أهل الدين والاستقامة ممن ترجوهم كل فتاة مستقيمة ، فكانت والدتي تردهم دون إخباري ، وربما أُخبرت أحيناً مع طلب عدم الموافقة ؛ لأن الدراسة أهم ، فأوافقها في الظاهر ؛ لأن حيائي يمنعني أن أقول خلافَ ذلك . انتهيت من المرحلة الثانوية وتخرجت من الجامعة ، ولم يأتني بعد ذلك إلا قلة من الخطاب الذين لا أرجوهم من ضعاف الدين والخلق ، ثم دخلت بعد ذلك في دوامة الحرج الاجتماعي والمعاناة النفسية ، أدافع نفسي دائماً حينما أنظر إلى والدتي نظر بغض وكراهية كلما تذكرت أن والدتي هي التي تسببت في تدمير حياتي الاجتماعية. وإن كنت أعلم بأنه نوع من العقوق .
رابعاً ( من طرق علاج ظاهرة تأخر زواج الفتيات ): السعي في تيسير أمور الزواج ، بدأً بالمهر والوليمة فتقاطع الفنادق وقصور الأفراح ، ويكتفى بوليمة مختصرة في البيت فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ قَالَ مَا هَذَا ؟ قَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ " أخرجه البخاري ومسلم . يسر في المهر ويسر في الوليمة ، وينبغي أيضاً أن يمتنع النساء عن التكلف في التجهيز والمباهاة في ليلة الزفاف .
إن واقع الشباب اليوم الذي تخرج من الجامعة وتوظف على أحسن وظيفة وأعلى مرتب لا يستطيع أن يتزوج إلا أن يكون والده ثرياً ، أو بالزكوات والديون فكيف بمن دونهم .

الطريق الثانية في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
نشر الوعي في المجتمع حتى يصل إلى كل أم وأب ، ونشر الوعي بين المعلمات حتى تكون على إحاطة بهذا الموضوع ، أما الطالبات فهن الأهم في نشر الوعي بينهن من خلال توزيع الأشرطة والكتب المناسبة ووضع المسابقات عليها وأن تكون الجوائز مما يعود على الفتيات بالنفع والفائدة كالكتب النافعة والمجلات الإسلامية ، ونشر الوعي أيضاً من خلال التوجيه المستمر من قبل المعلمات خلال الدقائق الخمس الأولى من الحصة ، ومن خلال حصة النشاط وغير ذلك ، وخصوصاً في المرحلة المتوسطة ، مع ذكر القصص التي تحقق الوعي والتخويف . وما المانعُ أيضاً أن يدرجَ هذا الموضوعُ ضمنَ أحدِ المناهج أو أن يفردَ بمادة مستقلة ، فتربية الفتاة على الفضيلة وتحذيرها من الرذيلة أهم من دراسة الفيزيا والرياضيات.
وكذا الحال أيضاً في نشر الوعي بالنسبة للطلاب .

الطريق الثالثة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
مقاطعة الإنترنت ، وأغلبُ الطالباتِ اللواتي يدخلن الإنترنت إنما يردن بذلك التسلية ، ومن كان هذا هدفها فإنه في الغالب أنها لا تسلم من الانحراف ، وقد تصل إلى درجة إدمان المواقع الإباحية وبرنامج المحادثة . وسندرك أهمية ذلك حينما نعلم أن الإنترنت تسبب في اغتال عفاف عدد كبير من الفتيات .
حدثني أحد الشباب التائبين بأنه يعمل في صيانة أجهزة الكمبيوتر ، وأنه قبل التوبة كان يقوم بالتفتيش في أجهز الزبائن ، ويقول إن أغلب الشباب يوجد لديهم في أجهزتهم ملفات خاصة للصور الإباحية . وهذا يكشف حقيقة استعمال الشباب لهذه التقنية .
وهنا خمس ضوابط مهمة في استعمال الفتاة للأنترنت :
1. وجود الحاجة لاستعمال الإنترنت في الدعوة إلى الله.
2. أن يكون الجهاز في مكان مفتوح في المنزل ؛ كالصالة ويشاهده الجميع ، أو في غرفة مشتركة لعدد من العاملات في مكتب خيري ونحو ذلك .
3. ألا تظهر فيه شخصية الفتاة بأنها امرأة حتى في المنتديات الإسلامية .
4. ألا تظيف إلى المسنجر أي رجل ليس من محارمها .
5. ألا تظهر بريدها الاكتروني إذا ظهر لها مشاركة .


الطريق الرابعة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
الحذر من الجوال للفتيات قدر المستطاع ، والبعد عن مهاتفة الرجال كذلك ، ويتأكد المنع إذا كانت الفتاةُ ذاتَ صوت رخيم ، فإن ذلك سبب في طمعِ مَن في قلبهِ مرض . قال الله تعالى : { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب 32)
و ينبغي الحذر أيضاً من أن تختلي الفتاة بالهاتف حتى لو كانت تتحدث مع صديقتها أو ابنة عمها وابنة خالتها ؛ بل ينبغي أن تتحدث أمام أهلها وأمها حتى ولو لم تأخذ راحتها في الحديث كما يقال .
وأي فتاة اتصل بها أحد الشاب المعاكس فيجب أن تغلق الهاتف فوراً ، وألا تتحدث معه مطلقاً ، حتى بالنصح ، ولابد أن تقهر فضولها فلا ترفعِ السماعةَ لتسمع دون أن تتحدث ، فهكذا كانت بداية سقوط الفتيات .
ولو فرضنا أن امرأة وصلها رسالة جوال أو اتصال من شاب معاكس فيجب أن تخبر أحدَ محارمها المناسبين ، حتى يخبر الهيئة .
وقد حصل هذا لأحد الفتيات العفيفات ، فأخبرت محرمها ، وأخبر أحد أعضاء الهيئة وتم الاتصال به واستدعاؤه وأخذ التعهد عليه واعتبرت سابقة في ملفه .

الطريق الخامسة في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات :
التخلص من التلفاز والقنوات الفضائية عاجلاً ، ومن احتاج للبديل فهي قناة المجد الإسلامية بجهازها الخاص الذي لا يستقبل أي قناة غيرها . والسعي في تنظيف البيت من المنكرات كأشرطة الأغاني والمجلات السيئة ، والصور المعلقة . واستبدالها بالأشرطة والمجلات الإسلامية ، وعلى رأسها مجلة أسرتنا ، والمتميزة والشقائق والأسرة ، ومن المجلات الطيبة التي تخاطب الفتاة في المرحلة المتوسطة مجلة حياة . وأدعو كل أسرة إلى اشتراك ثابت في بعض هذه المجلات النافعة .