[ورد الريـاض]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني ان اقدم بين ايديكم العدد السابع من مجلة منتديات الدكتور فهد بن سعود العصيمي متمنيه لكم المتعه والفائدة. (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) هذه صِفات عبَاد اللّه المؤمِنينَ " الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأرْض هَونا" أَي بِسَكِينَةٍ وَوَقار مِن غَير جَبرِية وَلا اِستِكبار كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلا تَمشِ فِي الأَرض مَرَحا " الآيَة فَأَما هؤلاءِ فإِنهُم يَمشُون مِن غير اِستِكبار وَلا مرح وَلا أشَر وَلا بطر وَليسَ المرَاد أَنهم يمشُونَ كَالمرضَى تَصَنعا ورِياء فقد كَانَ سَيد وَلد آدَم صَلى الله عَليهِ وَسَلمَ إِذَا مشَى كَأَنمَا يَنحَط مِن صَبَب وَكأَنمَا الأَرض تطوَى له وَقد كَرِهَ بعض السلف المشي بِتضعفِ وَتصنع حتَى روِيَ عَن عُمر أَنه رَأى شَابا يَمشِي رُويدًا فقال ما بالك أأنت مَرِيض ؟ قَال لا يَا أمير المُؤمِنِينَ فعلاه بِالدرة وأمره أَن يمشي بِقوة وَإِنمَا المراد بِالهَونِ هنا السكِينة والوَقار كما قالَ رَسُول اللَّه صَلى اللَّه عليهِ وسلمَ " إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاة فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَة فَمَا أَدْرَكْتُمْ مِنْهَا فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " وَقال عبد اللّه بن المبَارَك عن معمر عن عمر بن المختَار عَن الحَسَن البصرِي فِي قَوله" وَعِبَاد الرَّحْمَن " الآيَة قال : إِن المؤمِنِينَ قَوْم ذلُل ذلَت مِنهُم - وَاَللَّه - الأَسماع وَالأَبصَار وَالجَوارِح حَتى يَحسَبهم الجَاهل مَرضَى وما بِالقومِ من مَرَض وإِنهم - واَلله - لأَصِحاء وَلكِنَهم دَخَلهم من الْخوف ما لم يدخل غيرهم وَمَنَعهم من الدنيا علمهم بِالآخِرَةِ فَقَالوا : الحمد لِلَّهِ الّذِي أَذهَب عنا الحزن أما واَلله مَا أَحزنهم ما أحزن الناس ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلَبُوا به الجَنة وَلكِن أبكَاهم الخوف من النار إِنهُ من لم يتعَز بِعزاءِ اللَّه تقطع نَفسه على الدنيا حسرات وَمَن لم ير لِلهِ نعمَة إِلا في مطْعم أَو مشرَب فقد قَل علمه وحضر عذابه وَقَوْله تَعَالَى " وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " أَي إِذا سفه عليهِم الجاهل بِالقَولِ السيِئ لم يقابلوهم عليهِ بمثله بل يعفون ويَصفحون وَلا يقولون إِلا خيرا كما كانَ رسول الله صَلَى اللّه عليه وسَلم لا تزِيده شدة الْجاهل عليهِ إِلا حلما وَكَمَا قَالَ تَعَالَى " وَإِذا سَمعوا اللغو أَعرَضوا عَنه" وروى الإِمام احمد حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بَكر عن الأعمَش عن أبي خالد الوالبي عَن النعمان بن مقرن المزنِي قال : قال رسول اللّه صَلى اللَّه عليه وَسَلمَ وَسَب رَجل رَجلا عِنده فجعل المسبوب يقول : عليك السلام فقَال رَسول الله صَلى اللَّه عَليهِ وسَلم " اَما إِن ملَكا بينكمَا يذب عَنك كُلمَا شَتَمَك هَذا قال لَه بَل أَنت واَنتَ أَحق بِه وَإِذا قلت له وَعليك السلام قَال لا بل علَيك وأنت اَحَق بِه " إِسناده حسن ولم يخرجوه ..وقال مجاهد " قالوا سلامًا " يعني قالوا سدادًا وقال سعِيد بن جبير ردوا معروفا من القَول وقال الحسن البصرِي قالوا سلام عليكم إِن جهِل عليهم حلموا يصاحبون عباد اللَّه نهارهم بِما يسمعون.. كلمــــة المجلــــــة بقلم / الدكتور فهد بن سعود العصيمي . الحمد لله و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: نخطو معاً ونتقدم معاً، والأحلام تتحقق شيئا فشيئا، والآمال تكبر أيضا. بالأمس كنت أقول: 500 عضو وبسرعة!!! واليوم ماذا عساي أن أقول والعدد وصل إلى 19600 عضوٍ والزيادة مطردة والطلب يتزايد، والحمد لله والشكر له وحده، ثم لكم أيها الأعضاء والعضوات الكرام، ولكل مسؤول في الموقع صغيرا أو كبيرا، قديما أو حديثا، ذكرا أو أنثى، متواصل معنا أم انقطع لظروف الخاصة. أيها الأحبة: أهم ما أريده وأركز عليه في الموقع، وأهم ما كان حاضرا في ذهني، وأنا أخطط له؛ أن يكون الموقع مؤسسة وجماعة لا فرديا، بمعنى أن من يعملون به يعملون كجماعة، بهم روح الجماعة، وكم أكره التفرد في الرأي، وكم أمقت الأنا لدى البعض، وقد واجه مسيرة موقعنا بعض المشكلات من البعض، حين أصر على[ الأنا ] وأبعد [ الجماعة ] بعمله وأسلوبه فلم نرض توجهه هذا، واعتذر عن الاستمرار معنا، ولسان حاله بأن الموقع سيتأثر ومسيرته ستتعطل، فكذب ظنونه العمل الجماعي منكم أيها الإخوة والأخوات، واستمر الموقع منيرا ومضيئا في سماء المواقع، والحمد لله على توفيقه. نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: [ يد الله مع الجماعة ] ويقول في الحديث القدسي نقلا عن ربه: [ أنا ثالث الشريكين مالم يخن أحدهما صاحبه، فإن خانه خرجت من بينهما ] وهذه الأحاديث تدل على أن البركة مع العمل الجماعي أو المؤسساتي، وليس مع عمل الأفراد....ولهذا كله أقول وأكرر بأن الموقع سيظل ويستمر بإذن الله عمله جماعي ولا مجال للأنا فيه ولا مجال للتفرد بالرأي، ونحن منكم وبكم. ونتبادل معكم الرأي والمشورة بصورة رائعة، ووالله في ختام كلمتي هذه، ولا أكتمكم سرا بأني أفرح بآرائكم وأحرص على تطبيق الصالح منها، وكثيرا مما تشاهدونه في الموقع نتاج بنات أفكاركم، دمتم بخير وعافية وكل عام وأنتم بخير.