عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 19  ]
قديم 2006-12-02, 2:54 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
أما أولئك الذكور والإناث الذين سوَّلت لهم أنفسهم تصوير محارم المسلمين ، على حين غفلةٍ منهم ، متناسين نظر الله إليهم وإحاطته بهم ، فأذكرهم الوقوف بين يدي الله ، ( يوم تجد كلُّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تودُّ لو أنَّ بينها وبينه أَمَداً بعيداً ويحذركم الله نفسَه والله رؤوفٌ بالعباد ) ( آل عمران : 30 ) .

وأما الفتيات وعموم النساء : فينبغي لهنَّ الحذر من أن يَكُنَّ متساهلات بمن أرادت العبث بعرضها من جليساتها، وأن تعلم أن تلك الصور قد تأتي على مستقبلها ، وعلى علاقاتها بأهلها وبالناس كافة ، فتقلب حياتها جحيماً لا يطاق .

وخاصةً أولئك الفتيات اللاتي قد يغرر بهن لصوص القلوب وذئاب الأعراض ، حين يطلب تصويرها بدعوى حبه لها وعزمه على الزواج بها ! فتغتر حينئذ وتسلم قيادها له ، مع أنه لو لم يبق بين الناس من النساء إلا هي لرفض الاقتران بها .

وهكذا ما يكون من تساهل بعض النساء بخلع ثيابهن لدى دخول غرف قياس الملابس بالأسواق ، أو لدى تساهلهن بالذهاب إلى حمامات السباحة وحمامات البخار على اختلاف مسمياتها وصالات الرياضة ، وكذلك خلعهن ثيابهن في المشاغل النسائية ولدى تجهيز العرائس ، أو في عيادات التجميل ، ففي كل تلك الأحوال مخالفات شرعية قد تقود المتساهلة بها إلى حتفها .

وهذا يبين لنا شيئاً من حرص نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بأمته ، وبالنساء على وجه الخصوص ، حين نبههنَّ إلى خطورة إلقاء ثيابهن على وجه مريب ، فقال عليه الصلاة والسلام : " ما مِنْ امرأةٍ تَخْلَعُ ثيابَها في غير بيتِها إلا هَتَكَتْ ما بينها وبين الله تعالى " رواه أحمد وأبو داود واللفظ له وغيرهما . وذلك لأنها مأمورة بالتستر والتحفظ من أن يراها أجنبي ، حتى لا ينبغي لهنَّ أن يكشفن عورتهن إلا عند أزواجهن ، فإذا كشفت أعضاءها في تلك المواضع من غير ضرورة فقد هتكت الستر الذي أمرها الله تعالى به .

فحريٌّ بأخواتنا المسلمات أن يلزمنَ الآداب الشرعية ، وما تقتضيه من الحشمة والحصانة ، وأن يحذرن من أراد المساس بسمعتهن ، مهما كانت المبررات ، وأن يَكُنَّ متنبهات حاضرات البديهة ، وأن يُحسِنَّ اختيار جليساتهن ، حتى يَكُنَّ ممن يُؤمَنُ جانبهن على أقل الأحوال .

والله المسئول سبحانه أن يحفظنا جميعاً بحفظه ، وأن يحفظ أعراضنا والمسلمين ، وأن يسبغ علينا عفو وعافيته ، وأن يجيرنا من أسباب سخطه ، وأن يثبتنا على دينه حتى يتوفانا عليه ، غير ضالين ولا مضلين . إنه سبحانه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .


نشر مختصراً في جريدة الرياض