الفجر الصادق في الميدان (قصيدة)
د. سيد عبدالحليم الشوربجي
القَمرُ البازِغُ بِالإيمانْ
والشَّمسُ الدَّامعَةُ الفَرِحهْ
والفَجرُ المُنتفِضُ بِنورِ اللهْ
وَالأمَلُ المُتألِّقُ في وَجهِ اللَّيلْ
وَالنَّجمُ السَّاطعُ في الآفاقْ
وَالحُلْمُ المَسكُونُ برائحَةِ الخَيرْ
وَالوعدُ الصَّادقُ
كالشَّمسِ بِرائعَةِ نهارْ
وَنُفوسٌ صادِقةٌ..
صامِدةٌ في وَجهِ الطُّغيانْ
الصَّفُّ المُلتَئمُ المُلتَفّْ
يَصمُدُ في وَجهِ الرِّيحْ
أَمطارُ الصَّيفِ إذا حَلَّتْ
وَهمُ سَرابْ..
قَطراتُ الدَّمعِ كَحَبَّاتِ اللُّؤلؤْ
تَتألَّقُ في وَجهِ الظُّلمْ
تَتحوَّلُ قَطراتٍ مِن نارْ
تُحرِقُ أَركانَ الباطِلْ
تَتحوَّلُ طاقاتٍ مِن نُورْ
لِتُهيِّئَ وَجهَ الأَرضْ
تَحمِي النَّفسَ..
تَصُونُ العِرضْ
تَستقبِلُ وَشْوشَةَ العُصفُورِ
بِضَوءِ الصُّبحْ
يتهلَّلُ وَجهُ الكَونِ بِنُورِ اللهْ
• • •
الوَجهُ الشائهُ يترَنَّحْ
يَتأرجَحُ.. يَتراجَعُ..
يَتناثَرُ.. يتهاوَى..
يَتلاشَى..
مَا بينَ حُرُوفِ الفَتحِ
وآياتِ النَّصرْ
"لا تَهِنُوا"..
كانَ العُنوانْ
صَبرٌ وَثَباتٌ، إيمَانْ
الفَجرُ الصَّادقُ في المَيدانْ
وَأَعِدُّوا..
وَيلُوحُ النَّصرْ
والخَيلْ..
مَعقُودٌ بنَواصِيها الخَيرْ
فَلْنخلَعْ ثَوبَ الخُذلانْ
وَلْنُسْرِجْ للحقِّ حِصانْ
ونُسيِّرْ خَيلَ الإيمَانْ
فخُيولُ الباطِلِ وَاهيَةٌ
ذَاهبَةٌ حَيثُ الرِّيحُ العاصِفُ
في مَوجِ البَحرْ
أَفئدَةٌ خاوِيةٌ وَاجفَةٌ
وَقُلوبٌ شتَّى
تَتحصَّنُ مِن خَلفِ الجُدُرِ المُحْصَنةِ
بصُنوفِ الأَسلِحَةِ العاتِيةِ الفَتَّاكهْ
لكِنَّ سِلاحَ الإيمانْ
يَلْقَفُ ما صَنَعُوا..
ما صَنعُوا كَيدُ الشيطانْ
لا تَحزَنْ
فَالبذرَةُ تَنمُو مِن تَحتِ الأَنقاضْ
تَخرُجُ للنُّورْ
تَسمقُ فوقَ تِلالِ الجُرحِ
وَأكوامِ الأَحزانْ
لا تَيأَسْ
صَوتُ المِدفَعِ في أُذُنِ المُؤمنِ
يَتحوَّلُ صَوت أذانْ.