رأيتها عن بعد ، وكأنها طائر أبيض رسم على طرفي جناحه ألوان الطيف .. جميلة في نظراتها في حركاتها ، كانت إذا ابتسمت كأن الشمس تشاركها الفرحة ، وإذا صمتت كأن من حوله ينظر إليها ..
ما اروعها وماأجملها ..؟!!
تركت كل من حولي وانشغلت بالنظر إليها .. وكأني أمام لوحة رسام جمع معاني الدنيا الرائعة في لوحته ، بل وكأنني أمام شاعر ذيل القوافي ، وغرد بالمعاني ليقول لنا هذه محببوتي .. فماذا أنت قائلون ؟ وكأنه بهذا التساؤول يفحم من حوله من الشعراء والأدباء ..
حاولت أن ادنو منها ، ولكن كانت تهرب مني في كل مرة .. تهرب تارة بعينيها ، وتارة بجسدها ..
ربطت جأش نفسي وتقدمت نحوها مسرعة ؛ فحاولت الهرب ، ولكن في هذه المرة وضعت يدي على كتفيها ، فخبأت رأسها بين دفتر كانت تحمله في يدها ..
قلت لها :" لماذا تحاولين الهرب مني ؟ " .. فا انفجرت باكية ، وقالت " كلكم لا يريدني .. كلكم لا يرغب في الحديث معي .. أنتم قاسون ككقلوبكم التي قدت من صخر أصم .. ثم أجهشت بالبكاء ..
ربت على كتفها ، وناديتها برفق ، قلت لها :" ما اسمك ؟ "
قالت " أمل " ..
قلت لها بعد أن رسمت على شفتي ابتسامة :" اسمك جميل جداً ، إنه يدعونا للتفاؤل والأمل يا أمل " ..
قالت :" ولكن الأطفال لا يحبون مجالستي والحديث معي لأنني مشلولة الأطراف ، ولا استطيع الحركة ..
قلت لها :" يا أمل .. أترغبين في صحبتي ؟ فأنا اسمي عبير ، وازور هذه الحديقة باستمرار ، وأرغب في صحبتك والأنس بمجالستك ..
رأيتها عند ذلك تشق جراحها ببسمة رائعة ، وتهز رأسها بالقبول ، وضعت على جبينها قبلة ، وودعتها بعد أن قطعت لها وعداً أن اراها في المرة القادمة ..
** اصدقائي واحبائي .. ما أحوجنا أن ندخل السرور في نفوس القعداء والمكفوفين ، ونتذكر نعمة الله علينا ، ثم نلهج بعد ذلك بالحمد والثناء