عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2006-11-23, 3:23 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
المقارنات سبب الأزمات [2]


مفكرة الإسلام : إن موضوع مقارنة النساء بين أزواجهن وبين الآخرين قديم جدًا في الحياة النسائية، ومن أهم أشكال هذه المقارنات مقارنة الضعفاء بالأقوياء والفقراء بالأغنياء، وقد يكون الحديث من خلالها عن الطرف الآخر بطريقة تعكس واقعه ووضعه في سلم التدرج الاجتماعي.







والمرأة عندما تقارن زوجها بالأزواج الآخرين فإنها قد تكون تعكس واقعًا سلوكيًا معينًا داخل منزلها، أو قد يكون ذلك نتيجة لطبيعة العلاقة الزوجية لديها، والتي قد لا تكون من العلاقة التي يؤمل منها التوافق بين الزوجين، كأن تكون علاقة سيطرة وتسلط طرف على آخر أو علاقة الأنداد، أو علاقة متوازية لا يؤمل معها الالتقاء، أو نتيجة لوجود فوارق واضحة بينها وبين زوجها خصوصًا عندما تكون هي الأدنى.







عزيزي القارئ:







عندما تبدأ بالمقارنة بين إنسان تحبه وبين شخص آخر، فأنت قد فتحت الأبواب للمشاكل المحتمل وقوعها، ولو فكرت في ذلك لوجدت أن الأمر معقول؛ لأن أغلبنا يريد أن يكون محبوبًا لدى الآخرين كما هو عليه، وإنه لأمر يدفع للشعور بالإهانة أن نفكر أن شريك حياتنا يتمنى لو أننا كنا نشبه أحدً آخر.







إن قيامك بالمقارنة بين شريك حياتك وبين شخص آخر لن تتسبب في تحطيم علاقتك إلا أن المقارنة تُعد أحد تلك الأمور التي ليس لها أي جانب مشرق في العلاقة بين الطرفين.



واعلم أنه في كثير من الحالات عندما يقوم شريك حياتك بمقارنتك مع شخص آخر فهو يعبر بذلك عن عدم رضاء مؤقت في مشاعره فقط، وبالتالي فإن شريك الحياة عندما يتم مقارنته مع شخص آخر لن يكون سعيدًا بذلك.







إن المقارنة بين الأزواج لا فائدة من ورائها تُذكر إلا عندما يكون القصد منها التعرف على الأخطاء والسعي لمعالجتها وتوفير حياة زوجية كريمة.



أما إن كانت المقارنة لفرض سلوك معين في علاقة المرأة بزوجها فهذا لن يؤتي ثماره، فكم من امرأة أصبحت حياتها جحيمًا نتيجة بحثها عن حياة أفضل خارج بيتها. وكم من امرأة فارقها زوجها نتيجة هذه المقارنات العقيمة.







أخي الزوج أختي الزوجة:







إن النظر لما في أيدي الناس يورث الهم والقلق، ومهما حاول الإنسان فلن يستطيع أن يحصل على كل شيء يريده والنفس لا تشبع...وفي الحديث: 'لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب' [رواه البخاري ومسلم].



فتطلعات النفس لا تنتهي، وعلى كل إنسان أن يلجم هذه النفس ويردها إلى الواقع، ولا ينظر لما في أيدي الناس فإنه الفقر الحاضر، وليحمد الله على ما رزقه من نعيم الحياة الدنيا وفي الحديث: 'من بات آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها' [رواه الترمذي].



وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر الناس إلى مَنْ هم أكثر منهم في المال أو في الخلق فتلك أمور قدرية كما أن نظر الإنسان لمن هو فوقه من المال يورثه السخط على حاله، فالأولى به أن ينظر لمن هو تحته في تلك الأمور فيحمد الله تعالى ويسأله من فضله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' إذا نظر أحدكم إلى من فضلّه الله عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضّل عليه '.



فهذا أحق ألا يزدري نعمة الله عليه، فالقناعة حقًا كنز لا يفنى، بها يعيش المرء في حياته مطمئنًا شاكرًا، هادئ النفس, مرتاح الضمير وإنه من دواعي الشقاء والتعاسة في عالم اليوم تلك المادية الجارفة التي اصطبغت بها الحياة، فأتت على القيم النبيلة وخلّفت وراءها الطمع والجشع والحقد والحسد.







العلاج النفسي:







ونبدأ هنا بالعلاج النفسي لمشكلة المقارنة بين الأزواج. هذه الظاهرة التي قد تصل في الغالب إلى ناحية مرضية وهذا العلاج هو:



1ـ اللجوء إلى الله وحده، والإيمان بأن الكمال لله جل وعلا.



2ـ التركيز على إيجابيات الزوج أو الزوجة وتغيير النواحي السلبية في كل منهما ، فالزوج قابل للتغيير، وليكن ما تفكر فيه المرأة من حلول داخل إطار الزوجية، لتكون حلولها أكثر إيجابية بدلاً من الانخراط في المقارنات، وذلك لأن لكل إنسان نمطًا سلوكيًا مختلفًا عن الآخر وتطوير الأنماط إنما يكون باستشارة المتخصصين في ذلك، وكثرة الاطلاع على الكتب لتكوين درجة من الوعي والثقافة للمرأة تؤهلها لترك هذه المقارنات والتحول منها إلى حديث أكثر فائدة حول فهم الحياة الزوجية والخطاب ذاته للزوج.







العلاج الشرعي:







وهوالكفيل باقتلاع هذه الظاهرة من جذورها ويكمن في اتباع الآتي:



1- الدعاء لله سبحانه وتعالى فتسأل المرأة ربها أن يصلح لها شأن زوجها وكذا الزوج.



2- أن تستشعر المرأة حقوق زوجها عليها وأنها حقوق عظيمة لا ينبغي التفريط فيها، فقد قال صلى الله عليه وسلم عن ذلك: 'لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها' [رواه الترمذي وأحمد والحاكم] وكذا يستشعر الزوج عظيم حقوق المرأة عليه ووصية رسول الله صلي الله عليه وسلم بها حتى أنه أكد على وصيته تلك حال وفاته صلي الله عليه وسلم.



3- أن تعي المرأة أنها بكثرة شكواها وكلامها عن زوجها ترضي الشيطان وتغضب الله سبحانه وتعالى، ولذلك فعليها التحلي بالصبر جاعلة قدوتها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضربن أروع الأمثلة في الصبر، ولتقرأ سورة الأحزاب لتعرف كيف آثرن الله ورسوله والدار الآخرة على الحياة الدنيا وزينتها ولا يكثر الزوج من شكوى زوجه وليتأمل محاسنها واحتمالها وصبرها ورضاها وليضع ذلك كله في اعتباره وميزانه.



4- 'لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر' [رواه مسلم وأحمد]. هذا الحديث كما أنه يتوجه إلى الزوج بالخطاب المباشر فهو ينطبق أيضًا على الزوجة ونظرتها لزوجها فانظري إلى إيجابيات زوجك وحاولي تغيير السلبي منها.



5- الإيمان بالقضاء والقدر والرضى بما قسمه الله لكلا الطرفين وأنه نعم الاختيار لو رضي به العبد بارك الله فيه وهذا للرجل كما للمرأة أفضل من المقارنات بين الأزواج، فعلى المرأة أن تحفظ بيتها فلا تهتك ستر بيتها بأحاديث لا طائل من ورائها، وأن تجعل شكواها لله وحده فهو القادر سبحانه على إصلاح الزوج



6- أين أنت أيتها الزوجة من خديجة رضي الله عنها فقد وهبت نفسها ومالها لزوجها صلى الله عليه وسلم، ولم تتقاعس عن نصرته بكل ما تقدر عليه دون مَنّ ولا أذى.



7- 'ذكرك أخاك بما يكره' إن حديث المرأة عن زوجها يدخل في الغيبة المنهي عنها شرعًا والمتضمن لمعنى الحديث الشريف الذي يذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ 'أخاك' فكيف بذكر الزوج بما يكره ؟ قال أبو الدرداء رضي الله عنه لامرأته: 'إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبتِ رضيتك، وإلا لم نصطحب' هكذا يكون الاستقرار في الحياة الزوجية, وهكذا تُحل مشكلات المرأة دون اللجوء للمقارنة بين الأزواج وفضح أسرار الأسرة، وهكذا تتواصل لغة الحوار بين الزوجين بدلاً من انكماشها.



8- 'كوني له أمة يكن لكِ مطيعا رحيما' إن فهمت كل زوجة هذه الوصية التي أوصت بها الأم ابنتها ليلة زفافها لتغير مجرى حياتها الزوجية، فبدلاً من نشر أخبار زوجها تتقاذفها ألسنة النساء وتساهم في خراب بيتها وقد تكون بذلك داخلة في زمرة كافرات العشير، فإنها بفهم هذه الوصية ستصبح ملكة في قلب زوجها، وهو أيضًا كذلك.







وفق الله الجميع لفهم أسرار الحياة الزوجية والعيش بهذا الفهم عيشة هنية



وإلى لقاء قريب مع فقه أرقى وفهم أعلى لعلاقة قدسها الرحمن







والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2006-11-23 الساعة 4:58 AM.