عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2006-11-23, 3:22 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
المقارنات سبب الأزمات.. [1]


قالت إحدى الزوجات لصديقاتها:



' أتمنى لو أن زوجي يقضي مزيدًا من الوقت مع أولادنا كما يفعل زوج فلانة '.



هذه الكلمات تفسر أن هذا الزوج لا يحب أولاده ولا يضعهم في أولوياته كما يفعل الزوج الآخر، وهذه المقارنات يمكنها أن تتسبب في إثارة غضب العديد من الأزواج، وقد تكون هذه الحادثة بداية النهاية لعلاقة الصداقة بينهما.







إن ظاهرة التحدث عن الأزواج ومقارنة بعضهم ببعض ظاهرة منتشرة لا تكاد تخلو منها مجالس النساء، فما إن تدخل إحداهن بيت الزوجية إلا وتلحق بركب سابقاتها من النساء، إلا من رحم الله.



إن معظم النساء اللواتي يقارن أزواجهن ـ سواء السعيدات في حياتهن الزوجية أو الشقيات ـ للأسف لا يخلو حديثهن من الكذب زيادة كان أو نقصانًا، فالمقارنة إيجابًا يشوبها الكذب خوفًا من الحسد.



والمقارنة سلبًا يشوبها الكذب أحيانًا لتقنع الزوجة جليساتها بأحاسيسها وإن كانت زائفة وزوجها ليس بالسيئ تمامًا.



ونحن ضد هذا الأمر ما لم تضطر إليه المرأة كأن يكون الرجل متعسفًا وبضوابطه الشرعية من وجود مصلحة داعية إلى ذلك وخلافه قال الله تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً} [النساء:148].



ونحن عندما نعرض هذا الموضوع ونركز فيه على النساء ليس هذا تعسفًا منا فإن الموضوع يخص الزوجين معًا، ولكن النساء أكثر حديثًا من الرجال وأكثر شكوى، ولا يمنع هذا من أن ما سنذكره يمكن أن يستفيد منه الرجال أيضًا في هذا المقام من العلاقات الزوجية.







وهنا نقف ونتساءل: لماذا تقارن المرأة زوجها بأزواج الأخريات؟



أسباب المقارنات بين الأزواج:



هناك أسباب كثيرة للمقارنة بين الأزواج نذكر منها ما يلي:



1ـ تجاهل الزوج لمسئوليته وتخليه عن وظيفته الأساسية كأب وراع لأهل بيته، يؤدي إلى تحمل الزوجة لتلك المسئولية التي تخلى عنها خوفًا على أسرتها من أن تهوى بها الريح في مكان سحيق، وهنا تظهر المقارنة بين الأزواج من قبل الزوجات، ويجعل الحديث عن الزوج فاكهة المجلس بالنسبة لهن علهن يجدن حلاً لهؤلاء الأزواج المارقين.



2ـ قد تحتاج المرأة إلى المقارنة هنا بدافع التعرف على تعامل الأزواج الآخرين مع زوجاتهن لتشعر زوجها بسوء معاملته لها عن طريق نقل حديث الأخريات إليه.



3ـ عدم تقدير الزوج للزوجة خصوصًا إذا كانت تقدم له من مالها.



4ـ الفراغ العاطفي: غالبًا ما تفقد لغة الحوار بين الزوجين، ونتيجة لذلك يخيم الفراغ العاطفي على شعور الزوجة الذي من المفترض أن يكون ريًا بالعاطفة لشريك العمر، لذلك ينصب شعورها في حديثها وتكون مجالسها متنفسًا لها للحديث عن همومها وآلامها، وليس هناك أكبر من آلام المرأة في ضعف العاطفة في زواجها.



وباختصار فإن حاجة المرأة إلى الأمان العاطفي هي أحد دوافعها للحديث عن الزوج والمقارنة.



5ـ الانفتاح الإعلامي: فقد أدى الانفتاح الإعلامي والفضائيات إلى تفتح المرأة وتوسع ثقافاتها، فتغيرت صورة الرجل لدى المرأة، فقديمًا كان الرجل كل شيء في حياتها، أما الآن فقد شاطرته أغلب المسؤوليات.







6ـ العمل والصديقات: فقد يكون عمل المرأة وصديقاتها من أسباب عقد المقارنات بين الأزواج.



7ـ عدم تملك القرار: فالزوج إذا لم تعجبه المرأة تزوج من ثانية أو طلقها، أما المرأة فلا تملك سوى التنفيس بالحديث.



8ـ توسع الطموح والتطلعات الدنيوية وضعف الوازع الديني حتى نسيت المرأة الحكمة التي خُلقت من أجلها.







الأسباب النفسية للمقارنة بين الأزواج:



يقول الدكتور محمد الحامد الغامدي استشاري الطب النفسي بجدة: 'عندما تقارن المرأة بين زوجها وأزواج الأخريات فإن لها دوافعَ وأهدافًا نفسية عديدة تكمن وراء الانخراط في مثل هذه المقارنات.



قليل منها مشروعة وأغلبها دوافع غير مشروعة، فالمرأة في مجتمعنا عندما ترتبط بزوجها فإنها أحيانًا قد لا تكون مقتنعة به تمام الاقتناع وقلما تفهمه خصوصًا حديثات الزواج فتدخل في هذه المقارنات لتعزز قناعاتها بزوجها وتشبع نقصًا ما لديها.







وقد تحتاج المرأة إلى تقوية إحساسها بالأمان في حياتها الزوجية، ويعتبر الإحساس بالأمان أحد الأمور الرئيسية التي يبحث عنها كلا الزوجين خصوصًا المرأة فتتعمد الدخول في عملية المقارنة هذه لتبحث عما يقوى الإحساس بالأمن لديها.



وفي بعض الحالات تكون المرأة نكدية بطبعها وبخاصة عندما تكون غير مستقرة في حياتها الزوجية، فتنقل نتائج المقارنات إلى زوجها لتشعره بنقصه رغبة في زيادة نكده فقط.



وقد يكون الفضول أحد دوافع المرأة النفسية للانخراط في عملية مقارنة الأزواج، فالإنسان فضولي بطبعه وهذه الحالة متفشية في بعض الطبقات العقلية ذات الثقافة المحدودة.







وقد تلجأ المرأة للمقارنة بين الأزواج بدافع الرغبة في اتخاذ قرار خفي، كأن تفكر المرأة في الانفصال عن زوجها فتبدأ بمقارنة زوجها بغيره لتخفف شعورها بالذنب جراء رغبتها الملحة في اتخاذ هذا القرار، وهذا ما نسميه بعملية الإسقاط، فتسقط المرأة أسباب الانفصال عن الزوج وتحمله نتائجه.



ومن الأسباب النفسية الداعية لذلك سذاجة بعض النساء اللواتي قد يُسقن إلى الحديث عن أزواجهن دون أن يدرين.



وفي حالات قليلة يكون السبب المرأة المنحرفة التي تبرر لنفسها الانحراف والانخراط في علاقات غير مشروعة خارج الإطار الزوجي فتخفف عن نفسها الشعور بالذنب مسوغة لنفسها داخليًا بأن سبب انحرافها هو قصور في زوجها.







عزيزتي القارئة المقارنة إذا سألتِ: فكيف الخلاص من هذه المشكلة؟



فنحن بإذن الله تعالى نقدم لك العلاج الشافي في الجزء الثاني من المقال فكوني معنا.