عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2011-03-31, 10:21 AM
اقحوان
اشتراك ماسي لمدة سنتين
الصورة الرمزية اقحوان
رقم العضوية : 120768
تاريخ التسجيل : 16 - 6 - 2010
عدد المشاركات : 724

غير متواجد
 
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أوجه كلمات ستصدر من إيماني ويقيني برحمة الله إلى
أخت لي في الله " ربيع الحلم "
أفسحي لي أختي "حكيمة" أن أحييك وأبارك لك هذا اليقين والحرص
على التحسس بين أروقة المنتدى لتنثري كلمات قد تعثر عليها
من تحتاج إلى من يبلسم جرحها ويهون من آلامها

أخيتي ربيع الحلم....أعرف مصابك بفقد والدك
ففجاءة الفقد تجعل من فقدناهم ماثلين أمامنا إلى أجل لا نرى مداه
وفي مدى لا يتعدى الشهور الستة فقدت أبي وابني ثم قبل أيام كان
رحيل جدي.........نحزن عليهم لكن لا نجعل الأحزان تسيّر حياتنا
وإلا فقدنا أنفسنا ونحن على قيد الحياة
وأجهل ما يحمله كيانك من أحزان قبل فقدك لوالدك
في بداياتي هنا قرأت لك ما يجعلني أدرك مدى رحابة أفقك رغم
رنين الحزن الذي كان يرافق حروفك
...سلي نفسك ما الذي جنيته بعد أن أحطت نفسي بالعتمة
وتجرعت المزيد من الأحزان؟؟؟
نعم ... لا شيء يعيد الذي ذهب إذا كان ذهابه أبديا
لأننا لا نستطيع الاحتفاظ بكل شيء كنا قد ملكناه
فتلك حكمة رب العباد ... يأخذ منا ثم يعطينا
وكل نعمة لابد أن يشوبها ما يكدر صفوها ... لندرك قيمتها

صدقتِ حين قلت أن التفاؤل ليس شيئا نحصل عليه
لأنه صناعة داخلية لا يتفضل أحد به علينا
لكن أخالفك بأنه (ليس سهلا)...بلى هو سهل لأنه يتناسب طرديا مع
حسن ظننا بالله ... ولو نظرت بداخلك أولا ثم إلى ما يحيط بك من نعم
ستدركين أن الله عز وجل يعطينا أكثر مما يأخذ منا
هل تملكين الشجاعة لتقايضي نعمة بصرك أو سمعك بما يسبب لك الآن الحزن ؟؟
أعظم نعمة تملكينها هي عقلك الذي تدركين به أحزانك وتقارنيها بسعادتك
المفقودة ..... ما من إنسان لم يعاشر الحزن والألم معا...ولكن يوجد أناس
أدركوا أن دوام الحال من المحال ... ومحال أن يحتفظوا بأشيائهم دون فقد
أو تغيير.... لذا عليك أن تصدقي كل من يطلب منك أن تتفاءلي وتنفضي
عنك أحزانك لأنه ما أدرك قيمة التفاؤل إلا بعد تجارب مع الحزن والألم

وأخيرا ....
أخيتي ربيع الحلم نحن لا نعيش بمفردنا ... فلأهلنا علينا حقوق
يجب أن نوفيها لهم دون إبطاء أو تسويف ... وبرؤيتهم لنا على هذا الحال
يحزن قلوبهم
وكم أخافتني حكمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال :
"من أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا"