إن في قصصهم لعبرة
القصص التي تأتي في القرآن، إنما جاءت؛ ليعتبر الناس ويتأملوا، فحين يرسل الله رسولاً مؤيَّداً بمعجزة منه لا يقدر عليها البشر، فعلى الناس أن يسلّموا ويقولوا: "آمنا"، لا أن يظلوا في حالة إعادة للتجارب السابقة؛ لأن ارتقاءات البشر في الأمور المادية قد تواصلت؛ لأن كل جيل من العلماء يأخذ نتائج العلم التي توصل إليها مَنْ سبقوه، فلماذا لا يحدث هذا في الأمور العقدية؟
ولو أن الناس بدءوا من حيث انتهى غيرهم؛ لوجدنا الكلَّ مؤمناً بالله تعالى، ولأخذ كل مولود الأمر من حيث انتهى أبوه، ولَوصَل خير آدم إلى كل من وُلِدَ بعد ذلك، لكن آفة البشر أن الإنسان يريد أن يجرب بنفسه.
ونحن نجد ذلك في أمور ضارة؛ مثل: الخمر، نجدها ضارة لكل من يقرب منها، فإذا حرَّمها الدين وجدنا من يتساءل: لماذا تُحرَّم؟
وكذلك التدخين؛ نجد من يجربه رغم أن التجارب السابقة أثبتت أضراره البالغة، ولو أخذ كل إنسان تجارب السابقين عليه؛ لوصل عمره بعمر الآخرين.
[المصدر: تفسير الشعراوي – محمد متولي الشعراوي / ص 1443]