التعبير بالحجارة
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة:23-24].
يقول سيد قطب: "وهذا التحدي ظَلَّ قائماً في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعدها، وما يزال قائماً إلى يومنا هذا، وهو حجة لا سبيل للمماحكة فيها. والتحدي هنا عجيب، والجزم بعدم إمكانه أعجب، ولو كان في الطاقة تكذيبه ما توانوا عنه لحظة. ومن ثَمَّ كان هذا التهديد المخيف لمن يعجزون عن هذا التحدي ثم لا يؤمنون بالحق الواضح.
والذين يتحدّاهم القرآن هنا فيعجزون ثم لا يستجيبون هم إذن حجارة من الحجارة، وإن تبدو في صورة آدمية من الوجهة الشكلية، فهذا الجمع بين الحجارة من الحجر والحجارة من الناس هو الأمر المنتظر, على أن ذكر الحجارة هنا يوحي إلى النفس بِسِمة أخرى في المشهد المفزع مشهد النار التي تأكل الأحجار، ومشهد الناس الذين تزحمهم هذه الأحجار في النار"[في ظلال القرآن-(1/21)].
[المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن (ص 52-53) - الدكتور/ حسين علي الجبوري]
============