بَعِيداً عَنْك ..،
فَكَّـرْتُ طَوِيلاً .. وَ أعْمَلْتُ عَقْلِي مَلِيّـًا
فَتَوَصَّلْتُ إِلَى قَرَارٍ بِخُصُوصِ عَالَمِ الْوَهْمِ وَ الضَّيَاعِ عُمُومًا ، حَيْثُ الشَّيَاطِينُ تَرْتَعُ وَ تَمْرَحُ ، فَتُغْرِي الْبَعْضَ بِالْبَعْضِ .. فَيَغْرَقُ النَّاسُ صَالِحُهُمْ كَطَالحِهِمْ فِي بَحْرِ الْعَلاَقَاتِ السَّيِّئَةِ وَ التَّعَلُّقِ الْمُحَرَّمِ ، وَ تَتَحَوَّلُ دُمُوعُ الْخُشُوعِ إِلَى دُمُوعِ الْعِشْقِ وَ الشَّوْقِ للتُّرَابِ وَ دَارِ الْفَنَاءِ .. وَ بِئْسَ قُلُوبٌ ذَاكَ دَيْدَنُهَا .. نَسِيَتْ رَبَّهَا وَ تَعَلَّقَتْ بِخَلْقِهِ حَدّ التَّفْرِيطِ فِيمَا أَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهَا :
سَيَقِلُّ لَبْثِي فِي بَحْرِ الْعَفَنِ الْقَاهِـرِ إِلَى دَرَجَةِ الْعَدَمِ .. فَأَنَا أَحْوَجُ لِلْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ آخَرَ ، وَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى .. لِذَا .. أُوصِيك بِذِكْرِ اللهِ لِنَيْلِ قِسْطٍ مِنْ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ..
خَشِيتُ عَلَيْك تَعْذِيبَ نَفْسِك بِالتَّتَبُّعِ .. وَ رُبَّمَا السَّعْيِ خَلْفَ الْخَيَالاَتِ ظَنًّا مِنْك خَاطِئاً .. وَ طَبْعًا.. ذَاكَ عَيْنُ التَّوَهُّمِ وَ الضَّيَاعِ وَ وُلُوجِ سُبُلِ الضَّلاَلَةِ الَّتِي نَهَيْتُك عَنْهَا مِرَاراً..
أَمَّا بِخُصُوصِ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ فَعِلْمُهَا عِنْدَك طَبْعاً .. وَ لَمْ يَتَغَيَّـرْ وَ لَنْ يَفْعَلَ .. وَ لَوْ حَدَثَ لَاسْتَحَالَ أًفْضَلَ وَ أَحْسَنَ، وَ أَطْهَرَ وَ أَرْقَى وَ أَسْمَى وَ أَنْقَى.. لِأَنَّنِي كُنْتُ صَـادِقـًا وَفِيّاً مَعَك ..
سَلاَمِي لَك مَادَامَ طَيْفِي يَخْطُرُ بِبَالِك ..،
التعديل الأخير تم بواسطة نـاصـر ; 2006-11-18 الساعة 3:06 PM.
|