و أخيراً أيقنتُ أنك كنت نزوةً عابرة .. نقطةً سوداءَ مظلمة، إنْ كادتْ لتلوث بياض مشواري في الحياة نحوَ الآخرةِ ..
كنتُ دوما ذاهبا إلى ربي و لا أبْغِي عنه بَديلا، و لا عن التنعم في بحرِ حبه حِوَلا، لكنني ضِعتُ دهْرًا، و لم أجد سوى الفتنَ تتلقفي واحدة تلو الأخرى، و احترفتُ فن الزلل باتقان معك ..
و لا تزكوا أنفسكمْ هو أعلم بمن اتقى ..،
كنت كأي قَصّة أو حركة أو حتى لُعبة هامَ الفتية زمنًا بها حبًّا، فلما تقادمتْ أو ظهرَ غيرُها، تركوها و شأنها، دون حتى حنين أو ذرة شوق لها .. بل لو تُذكر أحدهم بها ، لطأطأ خجلا، و لنظر لنفسه نظرة اشمئزاز و انتقاص أنّه يومًا كان من الذين فُتنوا بها حد الثمالة ..،
غيرَ أن افتتاني بك كان الأعظم .. كان الأشمل .. لأنه دَرّ عَبَرات و عبارات كثيرة، لمّا لم تجد القلبَ الصادقَ المخلصَ الذي يضمها و يرويها بنبضِه و يسقيها بدمائه، راحتْ كلها هباءً منثورا .. في أثير البحر الذي لم شملنَا .. أيامَ الضلالِ البعيد ..
و هل يجمع هذا البحرُ إلا كل معتد أثيم !!!
ما أشبهه بشواطئَ لا تضمّ سوى السوء و أهله و خاصته .. ما أشبههُ ببحار الضلالةِ تلك ..،،
فهؤلاءِ بلا لباس يقي عوراتِهم .. و أولئك بلا تقوى يقي قلوبهم ..
نحنُ هُمْ مِن حيثُ لا ندري و ندعِي أننا مهتـدُون ..