عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2006-11-14, 3:20 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
قالت الزهراء: "تزوجت سنة 1966 وسكنت بالدار البيضاء، واستمرت لدي حرقة حفظ القرآن الكريم، وكنت حريصة على أن يحفظ أولادي الستة كتاب الله العزيز، لذلك وجهتهم إلى الكتاب القرآني مما جعلني أحفظ الحروف الهجائية عن ابني المزداد سنة 1970.

سخر الله لي بنتي البكر التي كانت تنقل لي ما يلقنه لها أستاذ يحب الدين ويعمل على تحبيبه لتلاميذه.

تروي أم خليل عن حبها للرسول قائلة: "كان شوقي للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يزداد كلما رأيت شريطا من الأشرطة التاريخية للإسلام مثل شريط "الرسالة" وغيره، وكنت دائما أتمنى لو عشت زمن رسولنا الكريم لأراه. وكان من فضائل هذا الحب لخير خلق الله أن يكتب لي الله رؤيته في المنام، فقد رأيته ذات يوم وهو لابس لباسا أبيض وجالسا على سجاد أخضر وعيناه شاخصتان إلى السماء ويداه مرفوعتان للدعاء، ناديته: يا حبيبي يا رسول الله، اطلب الله أن يهديني للحفاظ على الصلاة، قال لي: أغمضي عينيك، وبعدها أفقت باكية.

وأضافت: منذ ذلك الوقت تغير سلوكي مع الناس وأول ما قمت به رد مظالم الناس لأهلها، وأصبحت أمتنع عن حضور الحفلات التي تكون فيها المنكرات، كما امتنعت عن مشاهدة الأفلام. وأبدلت رؤية تلك الأفلام بالاجتماع مع أبنائي على مدارسة كتاب "الإسراء والمعراج" ونبكي لما يتضمنه، رغم ما فيه من إسرائيليات!

لأم خليل حكاية طريفة مع المسجد تقول بشأنها: "في يوم من الأيام قال لي ابني: "ليتك أمي ذهبت للصلاة في مسجد حينا، إن زخرفته جميلة"، فكان همي أن أطلع على نقش الجدران، لكن الله سبحانه وتعالى كان يمهد لي لأطلع على نقش القلوب بالإيمان. وعند أول دخول لي للمسجد وجدت شابات في مقتبل العمر وأخذت أقلدهن في ما يقمن به دون أن أكلمهن؛ لأنني كنت أحس وكأنني غريبة عنهن، لكن هذه الغربة لم تطل مدتها لأتعرف على نخبة من المؤمنات يفقهنني في ديني ونتعاون على الخير.

في سنة 1981 عزمت على حفظ القرآن كاملا، وفي البداية كنت أحفظ آية في كل يوم فأتممت بحمد الله سورة البقرة في ظرف ستة أشهر، وبعدها حفظت سورة آل عمران. قلت مع نفسي: لماذا لا تحفظ معي أخواتي المؤمنات، ومن ثم كانت أول مدرسة بدأت فيها تحفيظ القرآن هي بيتي، بمساعدة زوجي جزاه الله خيرا، وصل عدد الراغبات في الحفظ إلى 160 امرأة، كنا نحفظ ثمن حزب في اليوم لمدة أربعة أيام من الأسبوع ونخصص الثلاثة أيام الباقية لمراجعة ما تم حفظه، كما نراجع عن طريق الصلاة بما تم حفظه.

كانت سنة 1985سنة إتمام أم خليل لحفظ القرآن الكريم كاملا. وفي سنة 1986 بدأت تحفيظ القرآن لبنات حواء، وتعتمد على تشجيعهن بإقامة حفلات لكل من استطعن حفظ عددا من الأحزاب، ابتداء من عشرة أحزاب فما فوق، وفي سنة 1995 تمكنت 17 امرأة من حفظ القرآن كاملا، والباقيات لهن حظوظ لا بأس بها من آيات الذكر الحكيم.

وينبغي الإشارة إلى أن أغلب الحافظات كن أميات وتغلبن على أمية القراءة وأمية الحفظ.