الموضوع: خاطرة عجيبة ..!
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-03-13, 12:55 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي خاطرة عجيبة ..!
خاطرة عجيبة ..!
قال الراوي :
كنت في الركعة الثانية تقريبا ، وجالت في نفسي هذه الخاطرة وشغلتني
عن متابعة الصلاة بروحها ، لكن أثر هذه الخاطرة وجدتها في الركعتين
الأخيرتين ، فاستدركت به من فاتني من خشوع ..!
خُيّل إليّ أن حوارا دار معي على النحو التالي :
حدد نقطة ما على مرمى بصرك ، ويلزمك الوصول إليها ولو بعد حين ،
وتجد نفسك تتقدم إليها ولو ببطء..
ألا توقن تمام اليقين ، أن كل خطوة تخطوها نحو ذلك الهدف ، فإنك بذلك
تكون قد قربت منه ، مع أنه يبدو لك أنه لا زال بعيداً..أليس كذلك ؟
بلى ..
ومعنى ذلك أنك كلما أسرعت في الخطوات ، فإنك تكون قد ضيقت المسافة
بينك وبين الهدف ، ومع الاستمرار ومواصلة السير فإنك تصل إلى هدفك
ولو طال زمن .. المهم الآن أن تتذكر أن كل خطوة مهما صغرت فإنها
تقربك نحو الهدف ..
جيد هذا واضح ، ثم ماذا ؟
الآن خذ نفساً عميقا واسمع مني ما سأقوله لك :
الهدف المقصود المنتصب أمام عينك ، هو … هو القبر ..!
وأنت ماضٍ نحوه بلا شك ، وكل يوم يمضي من عمرك ، هو عبارة عن
خطوة تخطوها في الطريق ، ومع توالي الخطوات ، أقصد الأيام ، فإنك
تعمل بهذا على تقريب المسافة ، ويوشك أن تصل ..!
الفرق بين هذا الهدف وذلك الهدف _ في المثال _ أمور :
أن هذا الهدف _ القبر _ أقرب إليك مما تتصور ، لعلك تصل إليه ،
قبل أن تصل إلى ذلك الهدف في واقع الحياة ، فإن الموت يمكن أن
يختطفك في أية لحظة ، فإذا بك قد قطعت المسافة في غمضة عين !
الفرق الثاني :
أن هدف المثال لم يترتب عليه شيء يذكر ، سوى أن تصل ..
ولنفترض أنك إذا وصلت بسرعة ستحصل على كذا وكذا من متع الحياة !
ولكن الهدف الثاني _ القبر _ ما ينتظرك فيه عجائب ..!
فإنك حين تصل إليه ، قد تجد في انتظارك روضة من رياض الجنة،
تنسيك كل تعب ، وكل مشقة ، وكل جهد ، وكل عناء أصابك في
طريقك للوصول إليه !
وإما أن ينتظرك فيه نار تتأجج ، حيث يمسي القبر حفرة من حفر النار،
ومجرد سقوطك في تلك الحفرة ، سينسيك كل متعة تمتعت بها ، مهما
علت ومهما توهمت أنك ذقت خلالها أعلى متعة في دنيا الناس ،
فإنك ستنسى تلك المتع كلها مع أول ساعة تلفحك فيها النار هناك ..!!
ومن ثمَ .. فإن كنتَ عاقلاً ، عليك أن توطن نفسك :
أن كل يوم تقطعه في رحلتك نحو الهدف ، وقد ملأته بالطاعة
وألوان القرب من الله ، فجدير بك ، أن تفرح فرح سماوي بما أكرمك
الله به
( قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
..
بل أحسبك ستشتاق إلى سرعة الوصول إلى الهدف وأنت مغمور
في ذلك الفرح السماوي ، لأنك توقن أنه ينتظرك ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وإذا تحصلت على ذلك
فعلى الدنيا وأهلها ومن فيها العفاء !!
وأما إذا رأيت أن يومك الذي أنت فيه ، قد تعكر بالمعصية والذنب
والغفلة عن الله ، فجدير بك أن تفزع وتجزع وتبكي على نفسك ،
لأنك ربما انتقلت فجأة إلى هدفك _ قبرك _ وقد أعد لك حفرة تملؤها
النيران ، تَحطُمُ عظامك ، وتأكل لحمك ، وتمزق أوردتك ، ثم تعود حيا
من جديد ، ليبدأ العذاب مرة أخرى وهكذا ..
فأي معنى لمتعة ولذة كان عاقبتها هذا البلاء ..!!
هذا المعنى إذا استيقظ في حسك ، جعلك تشعر أن تلك النار قد سرت
في كيانك منذ الساعة ! ذلك أنك تستشعر أنك قد وافيت قبرك بذنوبك
ومعاصيك !
وهكذا فليكن شأنك كل يوم ، فكل يوم إنما هو خطوة تقربك من قبرك ولابد ..
فاجهد أن تجعل كل خطوة ، أعني كل يوم ، مملوءاً بألوان من الطاعات ،
ثم إذا فعلت ذلك وعزمت عليه وأصررت عليه ، فثق أن يومك نفسك
سيغدو روضة من رياض الجنة ، قبل أن تصل إلى تلك الروضة نفسها !!
حين وصلت إلى هذه النقطة ، شعرت أن قلبي قد اجتمع بقوة إلى ما أنا
فيه من أمر الصلاة ، فتيسر لي لأن أخشغ في بقية الصلاة خشوعا رائعا،
وأنا أقول ليكن يومي هذا خطوة في الطريق الصحيح ، طريق مملوء
بالطاعة ، والقرب من الله سبحانه ..!
أرجو أن أكون قد استطعت أن أوصل الفكرة كما دارت في ذهني ،
وفعلت فعلها في قلبي .. والله المستعان ، وهو الهادي إلى سواء السبيل



ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟