الموضوع: خيانة زوجية
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-11-10, 4:44 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي خيانة زوجية
خيانة زوجية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي كبيرة لقد قمت بخيانة زوجي مع جارنا وهو زوج صديقتي، والحمد لله منّ الله علي بالتوبة وندمت كل الندم على ما اقترفته، بعد أن قطعت علاقتي مع زوج صديقتي ولكنه لم يكن راضيا، بدأ بتهديدي وبمطاردتي لكي أرجع له, لكنني والحمد لله لم أستسلم له،
إلى أن جاء اليوم الذي ضغط علي كثيرا حتى قمت بإخبار زوجته بكل القصة, تفهمت الوضع
وقالت لي بأنني لست الأولى, ورجتني ألا أخبر زوجي لأنه قد يقتلني ويقتل زوجها.
المهم سترنا الأمر ومع مرور الأيام بتدأت المشاكل في بيت صديقتي بسببي، وهما الآن
يريدان الطلاق بسببي, حاولت أن أصلح بينهم لكن بدون نتيجة، والمشكلة هي أنه إذا
طلقها سيفضح السبب وسيعرف زوجي, والله لا أعرف كيف أتصرف عندما يواجهني زوجي فأنا
لا أريد فقدانه ولا أريد أن أشرد أبنائي، إني أصلي وأدعو الله كي يسترني ولا
يفضحني, والمشكلة أيضا أن زوج صديقتي يهددني بأفلام فيديو صوّرها عندما كنت أمارس
معه يقول أنه سيرسلهم لزوجي.
أرجوكم أرشدوني!!!!
إني أحتاج لمساعدتكم كيف أتصرف وماذا أفعل؟!
أرجوكم أريد حلا في أقرب وقت والله يجزيكم خير الجزاء.



الجواب :


المستشار: فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
عضو الهيئة الاستشارية لموقع طريق الجنة حفظه الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا .


وأسأل الله لك الثبات والعون والتأييد .


أحيانا تكون الأخطاء فادِحة ، والمصيبة مُركَّبَـة .

وقد يَكون الذَّنْب عظيما ، فيَتُوب مِنه صاحِبُه ، فيُبْتَلى ليَتبَيَّن صِدق توبته .

وقد يَكون البلاء عظيما .

وعلى المسلم أن يَحتَمِل البلاء لِمَا فيه مِن رِفعة درجاته ، ولِعِظَم ثواب الصابرين ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .


وعليك الصَّبْر ، وعدم الاستِسلام لِمَطالِبِه مهما كانت قُوّة الضغوط .

وتذكَّري أن عذاب الآخِرة أشد ، وان خِزي الآخِرة أخزى ، وفضيحة الآخِرة أكبر .


وحاولي عن طريق صديقتك – التي هي زوجة جاركم – أن تحصلي على ما تَمَّ تَصويره مِن أفلام لإتْلافِه .


وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يَصْرِف عنك السوء والفحشاء ، وأن يَصْرِف عنك كيد الكائدين ومَكْر الْمَاكِرين .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال بعض السلف : يا ابن آدم . لقد بُورِك لك في حاجة أكْثَرْتَ فيها مِنْ قَرْعِ باب سيِّدك .

وقال بعض الشيوخ : إنه ليكون لي إلى الله حَاجَة فأدْعُوه ، فيفْتَح لي مِن لَذِيذ مَعْرِفَتِه وحَلاوة مُنَاجَاتِه ما لا أُحِبّ مَعه أن يُعجِّل قَضاء حَاجتي خَشية أن تَنْصَرِف نَفْسي عن ذلك ؛ لأنَّ النَّفْس لا تـُرِيد إلاَّ حَظَّهـا ، فـإذا قـُضـيَ انْصَرَفَتْ .


ولعل هذا الجار يُكلَّم ويُناصَح ويُخوَّف بالله , ويُبيَّن له عَظيم الذنب الذي ارتَكَبه ، وخُطورة الموقف الذي يَـقِفَه ، وعليه التوبة إلى الله .

فإن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب وجريمة عظيمة ، وهو أشد إثما وأعْظَم جُرْما إذا كان مع زوجة الجار .

ومما يَدُلّ على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه يوما : ما تَقُولون في الزِّنا ؟ قالوا : حَرَّمَه الله ورسوله ، فهو حَرام إلى يوم القيامة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يَزْنِي الرَّجُل بِعَشْر نِسْوة أيْسَر عليه مِن أن يَزْنِي بِامْرَأة جَارِه . فقال : ما تَقولون في السَّرقة ؟ قالوا : حَرَّمَها الله ورَسوله ، فهي حَرَام . قال : لأن يَسْرِق الرجل من عشرة أبيات أيْسَر عليه مِن أن يَسْرِق من جاره . رواه الإمام أحمد ، وهو حديث صحيح .

ولَمَّا سأل ابنُ مسعودٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الذَّنْب أعْظمَ عند الله ؟ قال : أن تَجْعَل لله نِـدّاً وهو خَلَقَك . قلت : إن ذلك لعظيم . قلت : ثم أي ؟ قال : وأن تَقْتُل وَلَدَك تَخَاف أن يَطْعَم مَعَك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تُزَانِي حَلِيلَة جَارِك . رواه البخاري ومسلم


ثم إنّ ذلك الجار لم يَكتفِ بالذنب العظيم ، بل أراد أن يُضيف إليه ذُنوبا أخرى ، من الإصرار على المعصية والعَزم على الفضيحة .

وكل هذه آثام فوق إثم الزنا ، وفوق جريمة هَتْك الأعراض .


فيُناصَح ويُذَكَّر بالله ويُخوَّف بأنَّ خُروج ذلك الشريط على الملأ فضيحة له هو قبل غيره .

وأنَّ من فضَح غيره فضحه الله .

ويُقابِل ذلك مَن سَتَر مُسلِما سَتَره الله .


والله تعالى أعلم .

المصدر: موقع طريق الجنة