ولكن ياعــزيـزيتي
انظري حال من تاب وأناب ورجع إلى ربه في الأيات التي تلي الآية السابقة مباشرة إذ قال سبحانه:
"إِلَّا مَنْ تَابَ وَ ءآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا[60]
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً[61]"
ولك ياعزيــزتي ...
أن تفرقِ بين هؤلاء الذين تابوا وأولئك الذين ضيعوا الصلاة.
فهؤلاء قوم شقوا في دنياهم وأخراهم ..
عاشوا على غير الهداية والإيمان ..
وماتوا على غير طاعة الرحيم الرحمن ..
فأعرض الله عنهم يوم القيامة وسحبتهم الملائكة الغلاظ الشداد
على وجوههم إلى النيران ..
وفي وقت أزلفت -أي قربت- فيه الجنان لأهل التقوى والإحسان ..
"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)"
واعلـــمي ياغــاليه ..
أن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع ..
كما قال ذلك أبوبكر الصديق رضي الله عنه.
واعلـــمي
كذلك أنه لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ..
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فيا من ألهتك دنياك عن تلك الصلوات ..
ويا من شغلك ما لا ينفعك عن تلك الركعات والسجدات
قولي لي كيف ترتاح نفسك؟ أم كيف يطمئن قلبك؟ أم كيف يرضى ضميرك؟
أما استشعرت عظمة الجبار؟!!
أما تخشين غضب القهار؟!!
أما بان لك العيب .. أما أنذرك الشيب ومافي نصحه ريب ..
فتحتاطي وتهتمي
فكيف لو نزلت بك المنون .. وأنت تسيئن بالله الظنون ..
"فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)"
يتبع