
2011-03-09, 9:21 PM
|
(أنت مولانا)أي ولينا وناصرنا ومعيننا والمتولي لأمورنا
وقوله : أنت مولانا فصله لأنه كالعلة للدعوات الماضية ، أي : دعوناك ورجونا منك ذلك لأنك مولانا ، ومن شأن المولى الرفق بالمملوك ، وليكون هذا أيضا كالمقدمة للدعوة الآتية .
الفوائد /
من الفوائد في خاتمة البقرة أن كل أحد محتاج إلى مغفرة الله تعالى لقوله (غفرانك ) فكل إنسان محتاج إلى مغفرة الله حتى النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى مغفرة ربه ولهذا لما قال (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل )
- تواضع المؤمنين حيث قالوا سمعنا وأطعنا ثم سألوا المغفرة خشية التقصير والضعف (خلق الإنسان ضعيفا).
- بيان رحمة الله تعالى بعباده حيث لم يكلفهم جل وعلا إلا بما استطاعوه وقدروا عليه ولو شاء الله أن يكلفهم ما لم يستطيعوا لفعل ولكن الله تعالى رحيم بعباده.
أيضا من الفوائد يسر هذا الدين وعظمته (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهذه الآية توضح عظمة هذا الدين وسهولته ويسره لو أن الناس تنبهوا لمثل هذا فبعض الناس يشق على نفسه في دين الله عز وجل
- أن المؤمن لا ولي له إلا ربه جل وعلا إلا الله سبحانه وتعالى لقوله (أنت مولانا) وولاية الله تعالى نوعان ولاية خاصة وولاية عامة والولاية الخاصة ولاية الله تعالى للمؤمنين للصادقين كقوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) وقوله تعالى ( والله ولي المؤمنين) وقول الله تعالى ( إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين)
والولاية العامة ولاية لكل أحد من المخلوقين فالله تعالى سبحانه جل وعلا ولي لكل أحد لأنه يتولى جميع أمور الخلق حتى من الكافرين كما في قوله تعالى ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وول عنهم ما كانوا يفترون )
- أنه يجب على الإنسان اللجوء إلى الله عز وجل في النصرة وطلب النصرة على عدوه وعلى القوم الكافرين لقوله تعالى في آخر سورة البقرة (فانصرنا على القوم الكافرين) والنصر على الكافرين يكون بأمرين بالحجة والبيان وكذلك بالسيف والسلاح..
أما السيف والسلاح فظاهر وأما الحجة والبيان فكما يكون في المناظرة في المجادلة في الدعوة إلى الله عز وجل والعجيب أيها الأخوة يعني إتيان هذا المقطع وختام هذه السورة بهذا المقطع العجيب (انصرنا على القوم الكافرين) الآية لم يكن فيها أو سورة كاملة لم يكن فيها شيء عن الجهاد ولم يرد فيها ذكر الجهاد في جميع سورة البقرة فجاء هذا الموضع وجاء هذا الختام بهذه الحال وهذا من أسرار القرآن ولعل الانتصار على الكافرين وطلب العون و النصرة من الله عز وجل لا يشترط أن يكون فقط في القضايا العسكرية بل حتى في القضايا الأخرى العلمية والتقنية والاقتصادية والدعوة وغير ذلك
ألف شكر لك أختنا الغالية زهرة النرجس جعل الله ماقمت به في ميزان حسناتك
جزاك الله عنا كل خير
|